في جذور الأزمة .. والبحث عن القيادة؟
اليوم، السبت، تواعدتُ مع شخصية عربية صديقة، شغلت مناصب سياسية وأمنية قبل سنوات.. كان اللقاء في مطعم كرم بيروت، بعد سنوات تكاد تكون بطول تخبّط القيادات اليمنية تجاه ما يفرضه الحوثي أو أنصار الله في اتجاه فرض الأمر الواقع.
كان اللقاء وديًّا، واتجه الحديث إلى الذكريات منذ حرب 1994 وجبهة "موج" لمواجهة نتائجها ومنع تمكين الرئيس الراحل علي عبدالله صالح من قطف ثمارها. سألني : أين ذهب أصحابك؟ - يقصد قيادات "موج".. فقلت: أدّوا دورهم من غير أن يدركوا أنهم قدموا كل الثمار للرئيس صالح، يرحمه الله، الذي استفاد من بعضها وعجز عن توظيفها في بناء دولة، واستمر في “الرقص مع الثعابين” حتى تمكّنت منه!
اتفقنا على ما أشرتُ إليه حول تلك المرحلة، حتى وصلنا إلى انقلاب صنعاء وتمكن الرئيس عبدربه منصور هادي من مغادرتها إلى عدن، والذي بخروجه أصبحت الشرعية أمام مهمة إسقاط الانقلاب. فقال لي: لماذا لم تنجح؟
قلت: أيضًا بسبب الخطل السياسي الذي تجسّد في تشكيل حكومات توافقية ليس لديها من التوافق سوى تقاسم المناصب، الذي تحوّل إلى تكسب مادي وتوسيع دائرة الفساد.. ابتسم صاحبي وقال: ولكن هناك قيادة تشكّلت في مجلس رئاسة، لماذا لم تُغيِّر؟
– قلت : لعدم توفر مقومات القيادة في جلّهم.
– قال : مثل ماذا؟
– قلت : صفات القيادة أو أعمدتها : ثقافة سياسية، إخلاص وطني، عدالة، نزاهة… إلخ.
– تبسّم صديقي وقال : هذا رأيك، وربما فرضته عليك معاناة الحضارم وغياب دور حضرموت الذي تتبناه، بسبب إبعادك عن أي دور… أو لثقافة المعارض فيك؟
– قلت له: ربما، فما أنا إلا من غُزيّة! لكن دعنا نستطلع الصفات المطلوبة في القائد، وهل هي متوفرة في قيادات الدولة والحكومة؟
وأنت - عزيزي اليمني، في الوطن أو خارجه - هل تجد تلك الصفات في قادة أي مكوّن من أطراف الشرعية؟


