عائلات تترك منازلها هربًا من شدة الحرارة وظلام الانقطاعات

عائلات تترك منازلها هربًا من شدة الحرارة وظلام الانقطاعات

لحج (أبين الآن) صدام اللحجي

في ظل موجات الحر الشديدة التي تجتاح عدن وضواحيها، تواجه العديد من الأسر أزمة مضاعفة بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، مما يدفعهم إلى النزوح بحثًا عن الراحة تتكرر هذه السيناريوهات مع كل فصل صيف ، حيث تشهد العاصمة عدن ولحج على حد سواء معاناة لا تنتهي.

في مدينة كرتير ، يعيش السكان ساعات طويلة بلا كهرباء، وهو ما يزيد من صعوبة الحياة في ظل الحر الشديد. تتحول المنازل إلى أفران تغلي من شدة الحرارة، وتصبح الحياة شبه مستحيلة. تلجأ الأسر إلى استخدام وسائل بدائية للتهوية، ولكن دون جدوى.

أما في حاضرة لحج "الحوطة" ، تعاني الأسر في الأحياء الفقيرة والمكتظة بالسكان من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي، مما يزيد من حدة أزمة الحر الحالية التي بلغت في بعض المناطق أكثر من 40 درجة مئوية لأيام متتالية تتحول البيوت إلى فرن، وتصبح المبردات الهوائية دون جدوى بفعل انقطاع المياه.

تكشف هذه الأحداث عن تداعيات مضاعفة لأزمة الكهرباء على مناحي الحياة كافة، وتبرز الحاجة الماسة إلى حلول مستدامة وليست ترقيعية. يطالب السكان بحقهم في الحياة الكريمة، ويناشدون للتدخل وإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمات التي تفاقمت بفعل الظروف الطبيعية والسياسية.

تبقى معاناة الناس مع الحر وانقطاع الكهرباء ليست مجرد قضية تقنية أو إدارية، بل هي مأساة إنسانية تتطلب تدخلًا عاجلًا وحلولًا جذرية. الحر الشديد والظلام الدامس يحولان حياة السكان إلى صراع يومي من أجل البقاء، ويضعانهم في مواجهة تحديات لا ينبغي لأحد أن يضطر لمواجهتها في القرن الحادي والعشرين.

يتطلع الأهالي إلى مستقبل يسوده الأمان والاستقرار، حيث تُضاء الشوارع والبيوت، ويُسمع ضحك الأطفال بدلًا من أصوات المولدات. إنهم يأملون في أن تُسمع أصواتهم وتُلبى احتياجاتهم، وأن يتحول الدعم الدولي والمحلي من الوعود إلى واقع ملموس يعيد النور إلى مدينتهم