انتصار أبين .. زنجبار توحد الصف الجنوبي وتكتب فصل جديد في مسيرة التحرير
في لحظة فارقة من تاريخ الجنوب وفي مشهد مهيب يفيض بالعزة والكرامة شهدت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، حدث وطني استثنائي تمثل في انضمام قيادات السلطة المحلية بالمحافظة والمديريات الى مخيم الاعتصام المفتوح في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق الالتفاف الشعبي والرسمي حول مشروع استعادة الدولة الجنوبية وتؤكد أن الجنوب بكل أطيافه ومكوناته ماض بثبات نحو تحقيق تطلعاته المشروعة ..
وما يضفي على هذا الحدث طابع استثنائي هو أن محافظة أبين بهذه الخطوة الجريئة قد سبقت أخواتها من المحافظات الجنوبية وأثبتت مرة أخرى أنها كانت وستظل في طليعة الصفوف تقود ولا تقاد وتبادر ولا تنتظر وتؤكد أن الريادة في المواقف الوطنية ليست حكر على أحد بل هي ثمرة وعي جمعي وإرادة لا تلين ..
هذا الحدث العظيم لم يكن وليد الصدفة بل جاء ثمرة جهود جبارة ومضنية بذلها فريق الرقابة والتوجيه الرئاسي برئاسة الدكتور الخضر السعيدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أثبت مرة أخرى أنه قائد ميداني من طراز رفيع يمتلك من الحكمة والبصيرة ما يؤهله لقيادة التحولات المفصلية في مسار القضية الجنوبية ..
لقد استطاع الدكتور السعيدي بحنكته السياسية وحنكته التنظيمية أن يذيب الجليد ويجمع الكلمة ويوحد الصف ويعيد لأبين دورها الريادي في معادلة النضال الوطني فبفضل جهوده تحولت زنجبار الى منبر للكرامة ومنصة للوحدة وميدان تتجلى فيه الإرادة الشعبية الجنوبية بأبهى صورها ..
ان انضمام قيادات السلطة المحلية الى الاعتصام لم يكن مجرد موقف رمزي بل هو إعلان صريح بأن أبين بكل ما تمثله من ثقل جغرافي وبشري وتاريخي تقف اليوم في مقدمة الصفوف وتؤكد أنها لن تكون إلا مع الجنوب ومع مشروعه الوطني الجامع ومع تطلعات شعبه في الحرية والاستقلال ..
وقد جاءت هذه الخطوة في توقيت بالغ الأهمية حيث تتكالب التحديات وتتعدد المؤامرات وتتطلب المرحلة تماسك غير مسبوق وهنا يبرز الدور المحوري لفريق الرقابة والتوجيه الرئاسي الذي لم يكتف بالمراقبة والتقييم بل مارس دور توجيهي وتنسيقي فاعل أعاد الحيوية الى العمل المؤسسي وأرسى قواعد جديدة للعمل الوطني القائم على الشفافية والمساءلة والانتماء الصادق ..
ان ما تحقق في زنجبار هو انتصار للجنوب بأكمله وانتصار لنهج القيادة الحكيمة وانتصار لإرادة الشعب التي لا تقهر وهو أيضا رسالة قوية للداخل والخارج بأن الجنوب موحد وأن مشروعه السياسي لا رجعة فيه وأن قياداته المحلية تقف صفا واحدا خلف قيادته السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي حفظه الله في مشهد يعكس نضج سياسي ووعي وطني متقدم ..
وإذ نثمن هذا الإنجاز التاريخي فإننا نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لفريق الرقابة والتوجيه الرئاسي وعلى رأسه الدكتور الخضر السعيدي الذي أثبت أن القيادة ليست منصب بل مسؤولية وأن الوطنية ليست شعار بل فعل وموقف وتضحية ..
إن ما حدث في زنجبار ليس نهاية المطاف بل هو بداية لمرحلة جديدة من العمل الوطني الجاد تتطلب من الجميع مضاعفة الجهود وتغليب المصلحة العامة والمضي قدما نحو الهدف الأسمى استعادة الدولة الجنوبية وبناء مستقبل يليق بتضحيات الشهداء وتطلعات الأجيال ..
بسام أحمد عبدالله
كاتب جنوبي
الاحد 14 ديسمبر 2025م


