صرخة معلم من يلعب بأجور المواصلات؟

في زاوية مُعتمة من زوايا واقع التعليم تطل معاناة المعلمين والمعلمات ليس فقط من ضعف الرواتب بل من عبث الأيدي التي تتلاعب بأجور المواصلات تلك التي تعتبر حقا أصيلًا مقابل تعب يومي ومسافات تُقطع للوصول إلى منابر التعليم.

من الذي تجرأ ولعب بإعدادات أجور المعلمين؟ أي ميزان استخدم؟ وبأي منطق تم الاستقطاع؟ من الذي قرر أن معلمًا أو معلمة من منطقة نائية يستحق 11 ألف ريال فقط دون مراعاة لمشقة الطريق وغلاء الوقود وتعب الجسد؟

والأدهى من ذلك أن التراشق بالمسؤولية بين مكتب التربية بساحل حضرموت ورؤساء الأقسام في المديريات صار المشهد المعتاد..

المحافظة تقول"صرفنا كامل المبلغ" والمديريات ترد "الخصم جاء من فوق" وبين "الفوق" و"التحت" يضيع الحق ويُدفن صوت المعلم تحت ركام الإهمال.

المحزن أن بعض الموجهين الذين لا يبرحون منازلهم يستلمون أجور مواصلات أكثر من معلمين يقطعون الساعات عبر الطرق الوعرة ليصلوا إلى مدارسهم. 

فأي عدل هذا؟ وأي ضمير هذا الذي مات في بعض قلوب مسؤولي التربية؟!

التعليم في حضرموت ليس في خطر فحسب بل ينزف بصمت 

والمعلم عمود هذا الصرح يُنهك يُهمش ويُحرم من أبسط حقوقه

النداء اليوم واضح حاسبوا من عبثوا بالأجور افتحوا الملفات واستعيدوا كرامة المعلم قبل أن يخسر التعليم آخر ما تبقّى من هيبته.