مخيم الاعتصام بزنجبار يشهد محاضرة توعوية حول دور الأغنية الوطنية في تعزيز الهوية الجنوبية
أبين (أبين الآن) إعلام القيادة المحلية
شهد مخيم الاعتصام المفتوح بمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، عصر اليوم الاثنين، محاضرة توعوية بعنوان «الأغنية الوطنية ودورها في تعزيز الهوية الجنوبية»، أعدّها وقدمها المايسترو عبدالقادر بركات.
واستهل المايسترو بركات محاضرته بتوجيه التحية للمعتصمين السلميين في مختلف ساحات الجنوب، مثمناً في الوقت ذاته تضحيات أبطال القوات المسلحة الجنوبية المرابطين في الجبهات دفاعاً عن الأرض والهوية الجنوبية.
وتطرق خلال المحاضرة إلى الدور التوعوي والتعبوي الذي اضطلعت به الأغنية الوطنية الجنوبية في مختلف مراحل النضال، بدءاً من مرحلة الاستعمار البريطاني، مروراً بالاحتلال اليمني للجنوب، ووصولاً إلى مرحلة النضال السلمي وتحوله إلى مقاومة مسلحة.
وأوضح أن الأغنية الجنوبية لعبت دوراً توعوياً بارزاً في كشف الصورة الحقيقية والقبيحة للمحتل، ونقل معاناة الشعب الجنوبي وقضيته العادلة إلى مجتمعات مختلفة ثقافياً وجغرافياً، فيما أسهمت على الصعيد التعبوي في استنهاض همم أبناء الجنوب وحفزهم على مقاومة المحتل بكافة أشكال النضال السلمي والعسكري.
واستعرض المايسترو بركات عدداً من النماذج الخالدة للأغنية الوطنية الجنوبية التي ما تزال حاضرة في وجدان الجماهير، رغم مرور أكثر من نصف قرن على إنتاجها، ومن أبرزها أغنية «برع يا استعمار» للفنان العطروش، و«أنا الشعب» للفنان محمد مرشد ناجي، و«أنا شعب ثائر» للفنان محمد سعد، و«المزهر الحزين» للموسيقار أحمد بن أحمد قاسم، مؤكداً أن هؤلاء الفنانين سُجّلت أسماؤهم في أنصع صفحات تاريخ الجنوب النضالي.
كما تطرق إلى دور الأغنية الوطنية بعد حرب صيف 1994م، ومواكبتها لمسيرة الحراك الجنوبي، وصولاً إلى توحيد فصائله والمقاومة الجنوبية وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مبيناً إسهامها الفاعل في تهيئة الشارع الجنوبي للخروج ضد الاحتلال الشمالي.
وأشار في هذا السياق إلى إسهامات عدد من الفنانين الذين أثرت أعمالهم الوطنية في وجدان أبناء الجنوب، وفي مقدمتهم الفنان عبود الخواجة، واصفاً إياه بـ«ربان الثورة الجنوبية»، موجهاً له التحية والتقدير لما قدمه من عطاء فني في خدمة قضية الجنوب.
وفي ختام محاضرته، دعا المايسترو عبدالقادر بركات الجهات المعنية وذات الاختصاص، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى إعادة مادة التربية الموسيقية ضمن المناهج الدراسية، لما لها من أهمية في تعزيز الهوية الجنوبية، ودورها الإيجابي في التأثير النفسي والتربوي على التلاميذ والطلاب.
وفي الإطار ذاته، احتضن المخيم أمسية شعرية مميزة على أنغام الدان والدحيف، بمشاركة نخبة من الشعراء، وسط حضور جماهيري واسع ولافت، شهد مشاركة فاعلة من أبناء مديريتي خنفر وزنجبار. وتناول الشعراء في قصائدهم الارتجالية المستجدات السياسية على الساحة الجنوبية، مشيدين بدور القوات الجنوبية، ومؤكدين على أهمية رصّ الصفوف والالتفاف خلف القيادة السياسية الجنوبية.


