رسائل أم وساطة.. ماذا حملت زيارة مودي إلى أوكرانيا؟

رسائل أم وساطة.. ماذا حملت زيارة مودي إلى أوكرانيا؟

 /متابعات 

لأول مرة منذ استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي حل رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ضيفًا على كييف في جولة وصفها الخبراء بـ"التاريخية"، قادمًا من بولندا.

الزيارة الأولى لرئيس وزراء الهند إلى أوكرانيا، تحمل الكثير من التعهدات الهندية بالوصول إلى "صيغة وتسوية وسطية عادلة لإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية"، التي تقترب من 3 أعوام.

بدوره، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، زيارة مودي إلى كييف بأنها "تاريخية ورمزية"، نظرًا لأنها تأتي عشية عيد استقلال أوكرانيا، معربًا عن امتنانه "لدعم الهند لسيادتنا وسلامة أراضينا على مدار عامين ونصف، وعلى دعم المواطنين الأوكرانيين بمساعدات إنسانية".

وبهذا الصدد، توقع خبراء أن "تُثمر زيارة رئيس وزراء الهند إلى أوكرانيا عن الكثير من الأهداف التي يسعى إليها كلا البلدين".

الوساطة بين الطرفين
وقال أستاذ العلاقات الدولية أحمد سيد أحمد، إن "زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي تأتي في توقيت غاية في الأهمية، بعد أن حمي الوطيس داخل الأراضي الروسية والأوكرانية معًا".

وأضاف سيد أحمد لـ"إرم نيوز" أن "الزيارة حملت الكثير من الرسائل، أبرزها قدرة دول الجنوب الآسيوي على التوسط في حل النزاع بين البلدين، بعد أن تقاعست الدول الغربية عن التدخل بقوة وبجدية لحله، بسبب رغبتها في إطالة أمد الحرب لاستنزاف القوة الروسية".

وأشار سيد أحمد، إلى أن "أوكرانيا وقعت اتفاقات للتعاون العسكري مع الهند، بالإضافة إلى التعاون في مجالات أخرى منها الطبية والاجتماعية وغيرها، وأظهر مسؤولو الهند خلال زيارتهم لكييف على أن بلادهم غير منحازة لموسكو".

وأضاف أن "الهند ليست لديها خطة سلام بين الطرفين، وإنما تسعى في خضم هذه التغيرات التي تشهدها الساحة إلى الوساطة عبر الاستماع من مسؤولي البلدين، وهو ما حدث قبل شهر بزيارة مودي لروسيا ومحادثاته مع بوتين".

بدوره، قال المستشار بمكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، إن "زيارة مودي إلى كييف مهمة؛ لأن نيودلهي لديها تأثير معين على موسكو ومن المهم للغاية بالنسبة لنا أن نبني علاقات فعالة مع مثل هذه الدول، لنشرح لها ما هي النهاية الصحيحة للحرب، وأن ذلك يصب في مصلحتها".

نقل الرسائل
من جانبه، رأى الخبير العسكري والإستراتيجي الروسي سيرغي شاشكوف، أن "زيارة رئيس الوزراء الهندي لكييف، اقتصرت فقط على نقل الرسائل من الجانب الروسي إلى أوكرانيا، وليست الوساطة بين الطرفين، وذلك لقوة علاقاتها التاريخية مع روسيا".

وأوضح شاشكوف لـ"إرم نيوز"، أن "الهدف الثاني من زيارة مودي إلى كييف بعد الرسائل الروسية، هو محاولة تسوية الخلافات بين نيودلهي وكييف والتي وقعت في أعقاب التعاون العسكري بين أوكرانيا وباكستان خلال العقد الماضي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي".

وأشار إلى أن "هذه الزيارة ما زالت تثير مخاوف دول السبع؛ خوفا من تزايد النفوذ الروسي الهندي وتكرار سيناريو التحالف الروسي الصيني خلال الأشهر الماضية، وخاصة بعد توجيه الدعوة من الرئيس الأوكراني لرئيس الوزراء الهندي بالمشاركة في قمة السلام الأوكرانية المزمع عقدها في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة".