البروفيسور الإنسان ( علي الميري ) في رحاب الله ..!!
للأسف الشديد تم تأكيد خبر وفاة البروفيسور علي الميري النائب السابق لعميد كلية الطب جامعة صنعاء ، عالم الكيمياء الحيوية تخصص علم الجينات ، رئيس فرع المؤتمر بجامعة صنعا ، بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع والتميز في المجال الطبي والعلمي والأكاديمي والإنساني والوطني ، ورغم انشغاله بالبحوث الطبية والعلمية إلا أنه لم يتخلى عن واجباته الوطنية في كل المراحل والمواقف ، فقد كان صاحب السبق في التفاني والإخلاص في خدمة الوطن ، وكانت إنسانية البروفيسور الميري رحمه الله هي الصفة المهيمنة على شخصيته وسلوكه وتعامله مع الآخرين ، فلم تتمكن كل مغريات الحياة من مناصب وأموال وثقافة وعلم من التأثير على النزعة الإنسانية في نفس الراحل ، فقد كانت إنسانية البروفيسور الميري هي العلامة المميزة والظاهرة في كل أعماله وتحركاته وقراراته ، فلا تستطيع كل مؤثرات ومواقف الحياة السلبية أن تمحو بشاشة وطيبة هذا الرجل ، لذلك لم نبالغ إذا ألحقنا صفة الإنسانية بشخصية البروفيسور الميري رحمه الله ..!!
فبمجرد أن يجمعك لقاء مع البروفيسور الميري فإن ذلك كفيل بأن يجعلك تشعر بالإعجاب الكبير بهذه الشخصية المتميزة ، وكفيل بأن يمنحك انطباع ببساطة وتواضع وبشاشة ورحابة صدر البروفيسور الميري ، رغم مكانته العلمية والأكاديمية الكبيرة ، وكفيل بأن يرسم أمامك صورة واقعية يتجلى فيها عظمة اجتماع العلم والثقافة والجاه والقيادة بالبساطة والتواضع والعفوية والانسانية والبشاشة في شخصية واحدة ، ومن هنا تبرز معالم الشخصية الفريدة لفقيدنا وفقيد قبيلة عنس وفقيد اليمن قاطبة البروفيسور علي الميري رحمه الله ، وكان أول لقاء جمعني بالمغفور له بإذن الله كان في أول انتخابات نيابية بعد الوحدة اليمنية ، والتي ترشح فيها كمرشح مستقل ، ولم يحالفه الحظ فيها نتيجة هيمنة الحزبية والقبلية عليها ، وما التطور السلبي في الحياة السياسية اليمنية إلا النتيجة الطبيعية لعدم فوز مثل هذه الشخصيات العلمية والأكاديمية والثقافية في الانتخابات اليمنية ، وعدم منحها الفرصة للمشاركة الفاعلة في المجال السياسي والنيابي ، والتي كانت كفيلة بتصحيح مسار العملية السياسية والديمقراطية اليمنية نحو الايجابية ، فما كانت تحمله عقول علماء اليمن ومفكريها من أفكار وتطلعات وطموحات وفي مقدمتهم البروفيسور علي الميري ، كان كفيل بنقل حياة الشعب اليمني نقلة نوعية في كل مجالات الحياة ..!!
وكم تأثرنا أنا والعديد من شباب دائرتنا الانتخابية 204 آنذاك ، الذين سنحت لنا الفرصة باللقاء مع البروفيسور الميري خلال تلك الفترة ، بالأفكار التقدمية والتحررية والانسانية التي كان يحملها ويدعوا لها البروفيسور الميري ، أفكار الحرية والعدالة والمساواة ، أفكار التقدم والبناء والعيش في رحاب وطن متطور ومزدهر في كل مجالات الحياة ، ورغم اللقاءات المحدودة التي جمعتنا مع فقيد الوطن البروفيسور الميري إلا أنها رسمت لنا خارطة طريق في مسيرتنا العلمية والسياسية والفكرية ، وجعلتنا نسخر كل قدراتنا وطاقاتنا وأفكارنا في سبيل الأفكار الايجابية والتقدمية والانسانية والتحررية التي نقشها البروفيسور الميري في عقولنا ، وظل الاحترام والتقدير المتبادل هو السائد في علاقتنا بالبروفيسور الميري حتى وفاته رحمة الله تغشاه ..!!
وفي الفترة الأخيرة لا يمكن أن أنسى رسائل واتصالات البروفيسور الميري التي كانت تحمل في طياتها كل عبارات التشجيع والدعم المعنوي والفكري لكتاباتي ومقالاتي ، والتي كانت بمثابة حافز معنوي كبير وشهادة تقدير اعتز بها كثيرا ، فقد جعلتني أشعر أنني أسير في الطريق الصحيح ، كيف لا وأنا أتلقى المدح والثناء والتشجيع من إحدى الشخصيات التي تأثرت بها كثيرا خلال بداياتي في العمل السياسي والتنظيمي ، وتلك العبارات والكلمات الإيجابية التي خاطبني بها البروفيسور الميري الحافلة بالتشجيع والتحفيز والإعجاب ستظل وسام شرف اعتز وافتخر بها كثيرا ، كونها صادرة من هامة علمية وأكاديمية وفكرية وثقافية ووطنية بحجم البروفيسور علي الميري ، وفي الأخير نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لفقيدنا وفقيد الوطن البروفيسور علي الميري ، ونسأله تعالى أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وإنا إليه راجعون ، وإنا لفراق البروفيسور علي الميري لمحزونون ..!!