هلّا طفت على بندر عدن؟
ريح الشروق الأحمر يفوح بمسك شارع الزعفران..عطر يتسامى من رمال شاطئ أحمر يفتح أشرعته على فتوحات شمس لا تعرف إلا قانون التلال..
هلا توجهت بالسلامة..وتوقفت برهة عند الموج الهادر الخارج من أعماق حقات..؟
هناك للموج الهادر عنوان..ينحني.. ينخفض..يصنع هامات حمراء تبصم على الطرقات بصمة تلال..وأسالوا الوعد كريم حمدي كيف هاج موجه وصنع من الرملة مخدة في مرمى الشعلة..؟
من يصنعون الفرح من عين العاصفة..ويوزعون شرباته الأحمر تحت هجير الشمس اللافحة..من يصهرون الزجاج في المدرجات مزهريات حمراء..هم موج التلال..زئير أسد القلعة.. قاموس فك شفرة اللاعب رقم واحد..
يا تلال..تبقى قانونا للمدينة الرابضة على فوهة بركان لا أحد يتجرأ على الهروب من مسامات روحه.. تبقى عطرا فواحا يصنع ربيع أحياء الرزميت والقطيع وحافة حسين والخساف والعيدروس..فلا معنى لعدن من دون مركب البندر التلالي..لا معنى لشمس عدن دون أن يبزغ الفجر الأحمر كل يوم ويرسل أشعته على الرقعة الجغرافية والمياه الجوفية ويلقي على صيادي صيرة وصية الصباح..
التلال استعاد التاج والصولجان..الملك الأحمر استرد تاجه وعاد أسده الأحمر إلى القلعة متخما من وجبة النهائي..
التهم الأسد الجائع كل وليمة النهائي..وعاد إلى عرينه يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد يتكلم بكل لغات العالم..
ومن غير التلال ينحت الإحساس ويفتت الوجدان ويغرس في القلوب عشقا من صلصال رماله الملتمعة بلون الذهب..؟
ومن غير التلال بيت يأوي الهوى والعشق والجوى..فهو نزهة المشتاق الساكن في الأحداق..وهو الخير الذي يرسل من بحره رمق الحياة للفقير والمحروم..
من قال إن الغيوم الداكنة والسحب الملبدة قادرة على تغطية عين شمس التلال..؟
من قال إن التلال مجرد أطلال من سره زمن..اندثر مع عوامل التعرية السياسية..؟
التلال نهر رقراق..شرابه مستساغ يروي الظامئ و العطشان..
تأكدوا من هذا الخبر..
التلال عاد ليقول لمحبيه إنه رفيق دربهم..وبأنه الحب المتغلغل في الأعماق..والعشق المتجذر في نفوس شعب لا يعرف وطنا له سوى التلال..
عاد التلال..عاد الهوى..عاد النبض لمدينة قلبها أحمر شتاء وصيفا..ما أحلى الرجوع لوطن التلال الرابض تحت هجير تاريخ طويل لا يندثر..