شيطنة الثورات واحتقارها لمصلحة من؟

الثورة هي تمرد على الواقع وهي الخطوة الوحيدة الصائبة حينما يكون واقعك مؤلماً تتجرع مراراته كل يوم. وتطلق صرخات الألم حتى يسمعك العالم انك تإن.

حينها يحق لك ان تقرر وتثور ولكن ان كان قرارك هذا وثورتك هذه لا تقوم على فكرة صحيحة وتخطيط سليم واعتراف بحق غيرك في ان يثور
فأنت بذلك تعبث ولا تثور وتؤكد بقائك تحت نير المستبد اياً كان. 

ايمانك بحق الآخرين في التحرر من الظلم والقهر والتبعية للوصول إلى الحرية والعيش بكرامة 
يترجم انسانيتك و روح الثائر الحقيقي التي في  داخلك 
اما الاستخفاف بالآخرين الذين ثاروا وغيروا من واقع مر عاشوا فيه لسنوات تحت نير المستبد الغاشم وان تجعل من تحركهم هذا وثورتهم هذه موضوعا للسخرية والاستهزاء والشماته والتقليل من حجم الانجاز.، فاعلم ياعزيز الثائر انك لست ثائرا ولست سويا.

وان مصداقيتك وانسانيتك ومساعيك للتحرر والثورة لصنع مستقبل اجمل مهزوزة.

الثائر الحقيقي والسوي هو من يحترم نضالات الشعوب التواقة للتحرر  والاستقلال والتخلص من قيود العبودية والظلام لصنع نهار  مشرق وصبح وضاء..

والاحرار هم من لا يكتفون بالمشاهدة بل يجدون ويجتهدون ليكونوا جزء من هذه الثورات ويصنعون تاريخهم ومجدهم الذي يقود إلى منح الشعوب حقها في العيش وبناء اوطانها وحمايتها والذود عنها.

تشي جيفارا ثائر حقيقي بعيدا عن مذهبه او معتقده او نهجة او دبنه فقد استطاع هذا الرجل ان يكون احد صناع ثورات وحركات التحرر العالمية رغم انه لم يشارك فيها. 

ولكن كيف اصبح كذلك هل لانه يمد الثورات بالدولارات او بالسلاح او بالرجال.؟ 
لا لم يكن كذلك بل لانه مؤمن ايمان صادق بحق تلك الشعوب في التحرر من الجهل والتبعية وتحطيم السلاسل والاغلال لينعموا  بالحرية ويسعوا  لمواكبة ركب التطور وخط طريق البناء والنهضة لبلدانهم.. 

وكانت تلك المواقف هي الخالدة لجيفارا وفيديل وجمال عبدالناصر واحمد بن بيلا وغاندي وتيتو ونهرو وهوشي منه والزبيري والنعمان والمجعلي والسقاف وشفيق وقحطان وفيصل والقائمة تطول.. 

ايمانك بحق الآخرين في العيش بحرية وكرامة دليل انك إنسان سوي وثائر حقيقي. .
هكذا كان تفكير الثوار في دويلات وسلطنات ومشيخات الجنوب العربي. 

لذلك هبوا جميعا على قلب رجل واحد لمؤازرة  ونصرة ثورة الـ ٢٦ من سبتمبر المجيدة التي انطلقت في شمال اليمن ضد حكم الامامة الكهنوتي والجهل والتخلف 
لان الثوار الحقيقيون في العالم اجمع ينهلون من منبع واحد مهما باعدت ببنهم المسافات والجغرافبا والتاربخ  وهو منبع الحرية والعيش بكرامة مثلما هي من حقك كثائر   فهي ايضا من حق لكل الشعوب الجاثم عليها حكم التبعية والاستبداد والظلم وكتم الاصوات ونشر ثقافة الذل والمهانة. 
هكذا يفكرون ثوار العالم دائما وثوار الجنوب جزءً منهم بل هم رمزا من رموز التضحية والفداء
حين هبوا جميعا بعدتهم وعتادهم البسيط والمحدود لنصرة الثورة في الشمال والوقوف الى جانب اخوانهم من الثوار ضد الكهنوت  وهم يخططون لاشعال فتيل الثورة في الجنوب المحتل ضد المستعمر الباغي. . 
فكانت ثورة سبتمبر هي  الفتيل الحقيقي الذي اشعل ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م وهي العمق الاستراتيجي والدافع  والمدد والمرجعية  الحقيقية لثورة أكتوبر  المجيدة .. 

فلماذا الاستخفاف بثورة سبتمبر والسخرية منها واستحقارها يا ثوار العصر الحديث والباس من يحتفل بها لبس المذلة والعار لمصلحة من هذا الاستهبال؟ 
الستم بثوار ام ان البقر تشابه علينا. 

فلم نعد نميز بين الثوار والاثوار
تلك الاثوار التي لا تعترف بثورة سبتمبر وتتباكى على عهد الامامة والجهل والتخلف
ومثلها وشبيهة بها  الاثوار الذين يمقتون ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م ويتندمون ويبكون بمرارة ويتاسفون على عهد المستبد والمستعمر البريطاني الذي جشم على أرصنا لما يقارب قرن ونصف من الزمان. 

نسمع اليوم عويلهم واملهم القبيح في عودة المستعمر الغبي 
فلا يحترمون تضحيات الثوار الذين ضحوا بارواحهم كي نعيش بحرية وإباء وكرامة على أرضنا ولنا الحق في ان نكون من صناع الغد وبناء مستقبل افضل لنا ولأولادنا واحفادنا.. 

بعد ان كان ذلك المستقبل والغد المشرق  لا يصل اليه إلا ثلة من الناس الذي استنهجوا التبعية والانبطاح للمستعمر البغيض. 

ادمان العبودية والتبعية مرض والسخرية من ثورات الشعوب عبط فاياك ان تكون  مريضا او عبيطا.
         دمت ياسبتمبر
      دمت يا اكتوبر
    دمت يانوفمبر
فثورات الشعوب حتما لن تقهر.