معركة هرمجدون الهدف المشترك لإسرائيل ومحور المقاومة ..!!

موافقة حركة حماس على خطة ترامب تفتح موضوع مهم جدا قد يفسر لنا جذور ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من صراع سأحاول قراءة ذلك وباختصار ما أمكن فهذا الموضوع  يحتاج الى بحث متكامل .
سوف اتطرق هنا للعلاقة بين محور المقاومة والكيان الصهيوني .. طبعا نتكلم هنا عن العلاقة الفكرية التي أدت إلى سياسات قادت إلى هذا الصراع بهدف الوصول إلى تحقيق الهدف المشترك الذي يجمع كل تلك الأطراف.

قبل أن نخوض في صلب الموضوع سنتطرق بإيجاز لمحور المقاومة والفكر المشترك الذي يجمع كل أطراف الصراع المتعلق بمعركة هرمجدون أو أرمجدون .

أولا : محور ما يسمى بالمقاومة هو تحالف بين قوى الإسلام السياسي بتياريه الشيعي والسني بقيادة المرشدين ، ما علاقة توحيد مصطلح المرشد مرشد الإخوان في فقه الخلافة ومرشد فقه الولاية ؟ ولماذا يجب أن يكون المرشد من نفس السلالة هنا وهناك ، السلالة الهاشمية الابراهيمية ، التي منها سلالة بني إسرائيل !!!

نعم هناك تحالف لقوى الإسلام السياسي لأن حركة حماس القائمة على فكر الإسلام السياسي السني في حالة تحالف مع ولي الفقيه ( الإسلام السياسي الشيعي ) ولايمكن أن يتم ذلك الا بموافقة المرشدين ، هذا التحالف الذي ينظر اليه كل العرب أنه تحالف شاذ نظرا للعداء التاريخي بين العرب والفرس ، ويجب أن نشير هنا الى دور الإسلام السياسي ممثل بالهاشمية السياسية بشقيها السنية والشيعية في إنشاء الكيان الصهيوني بتهجير نصف المستوطنين من اليمن والمغرب والعراق وإيران بعد نكبة 48.

ثانيا : معركة هرمجدون أو أرمجدون وهي معركة يؤمن بها كل من يخوضون الصراع الآن من  تيار الإسلام السياسي السني والكيان الصهيوني والتيار المسيحي الذي يوجه الإدارة الأمريكية في دعم الكيان الصهيوني وتنفيذ مشروعه. ولدى تيار الإسلام السياسي الشيعي معركة هرمجدون هي معركة المهدي المختفي الكبرى لتحرير القدس ولن يخرج المهدي الذي يؤمنون باختفائه في سرداب سامراء إلا إذا سفكت  الدماء وانتشر الظلم بلا حدود وهذا مايقومون به منذ وصول الملالي ( الإسلام السياسي الشيعي )  للسلطة في طهران.

موقع معركة هرمجدون وفق الموروث الفكري  هي منطقة الفرات الواقعة شمال شرق حلب والتي أصبحت الطريق إليها شبه سالكة لتتلاقى القوى المتصارعة فيها والتي أصبح لامريكا قاعدة هناك ، ويبدو واضحا أن تحالف الغرب مع تيار الإسلام السياسي السني لخوض هذه المعركة وفق فكر معركة هرمجدون في الطريق بعد لقاء ترامب بأردوغان ومن خلال التعاون العجيب والغريب مع تيار الإسلام السياسي الذي يحكم دمشق الآن والذي اصدر قرار يوم أمس بالغاء اجازة ذكرى حرب ال 6 من اكتوبر عام 1973.. ماذا يعني إلغاء إحياء هذه الذكرى ؟؟ 

في سياسة الدين يقول الله في كتابه الكريم ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الانفال .
لكن محور المقاومة لإسرائيل  تيار الإسلام السياسي ( دين السياسة ) عمل عكس ما جاء في كتاب الله ، وأعد العدة لتدمير أعداء إسرائيل بدأ بتدمير العراق في عمل مشتركة بين تيار الإسلام السياسي الشيعي وايضا السني وأمريكا وهي العصا التي تحمي وترعى إسرائيل ومن ثم سوريا واليمن وليبيا وهلم جره وفق خطة الفوضى الخلاقة التي بدأ الإعداد لها منذ عام 2005 من فندق الريتس في الدوحة برعاية هيلاري كلينتون وتوني بلير والتي تهدف إلى تمهيد الطريق  لتنفيذ المشروع الإبراهيمي ( الشرق الأوسط الجديد ) وهذا ما تم منذ عام 2011م وقد بدأ بتنفيذه على يد ترامب من خلال التوقيع على اتفاقية ابرهام ( الابراهيمية ) والتي وقعت عليها الإمارات والمغرب والأردن والسودان برعاية ترامب  في نهاية ولايته الأولى والبقية في طريق وكل فترة يبشر ترامب عن قرب توقيع دولة من الدول التي يجب أن توقع عليها وآخر دولة بشر بها ترامب إيران قبل بضعة أيام وقبلها سوريا والسعودية .

بعد تدمير أعداء إسرائيل بتدمير الجيوش التي كانت تعمل إسرائيل لها ألف حساب والتي لم يكن لطيران هذا الكيان أن يسرح ويمرح في الوطن العربي كما هو الآن لولا هذا العمل الجبار الذي نفذه تيار الإسلام السياسي فما كان يمكن لأي قوة تأتي من الخارج أن تدمر تلك الجيوش بهذه السهولة كما قام بذلك هذا التيار.

بعد هذا التدمير قامت حركة حماس بفتح جبهة مع الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023م وهي تعي تماما أن محيطها العربي الذي يمثل العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية أوهن من بيت العنكبوت ولا يستطيع أن يوقف نملة يحركها الكيان الصهيوني في هذه الفترة الزمنية وتعي جيدا أنها لا يمكن أن تنتصر على الة الحرب الصهيونية  فلماذا قامت بفتح هذه المعركة ؟ 

هذه المعركة أدت إلى تدمير غزة بشكل كلي ومقتل وجرح أكثر من مائتي ألف من أبناء غزة ولايزال العدد قابل للزيادة وتشريد مليونين ونصف هم كل سكان غزة ( حتى تدمير غزة يؤمن تيار الإسلام السياسي أن هذا سيحدث وفق ما يروى عن النبي فهل هذا العمل هو لتحقيق تلك الرؤيا التي يؤمنون بها وذا لم يكن كذلك فهذه الرؤيا تجعل كل ذلك امر طبيعي  ؟؟ ) وجاري تدمير الضفة الغربية وضمها للكيان الصهيوني وتم تدمير لبنان وتدمير مابقي من سلاح في سوريا وتدمير البنى التحتية المتبقية في اليمن وتدمير المنشآت النووية في إيران وكان تلك المعركة التي فتحتها حماس كانت حصان طروادة لتدمير ما بقي في الوطن العربي من قوة حتى يولد الشرق الاوسط الجديد الولايات الإبراهيمية المتحدة التي هي توحيد تلك الأديان التي تؤمن بفكر هرمجدون ولا يزال الدور قادم على مصر والسعودية وغيرها .

مع أن هذه المعركة كانت خطأ كبير إلى أنها حولت القضية الفلسطينية الى قضية العالم كله من مشرق الأرض الى مغربها وعرت الكيان الصهيوني وأصبح معزول ومنبوذ على مستوى العالم واضاعت جهود الكيان الصهيوني على مدى أكثر من ثمانين عام  في تسويق مظلوميته ، فجائت خطة ترامب التي اعدت من قبل خبراء من الكيان الصهيوني  وأمريكا ومشاركة عراب صفقة القرن المشروع الابراهيمي توني بلير لإيقاف هذا النجاح الذي حققته هذه المعركة بهدف أخرج الكيان الصهيوني من هذه العزلة العالمية والعداء العالمي .

 وها هي حركة حماس تبادر وتوافق على خطة ترامب وحتما هذا القرار اتخذ بمشاركة حليفها تيار الإسلام السياسي الشيعي ووافقت على الاستسلام للكيان الصهيوني بعد خراب غزة بينما كان بإمكانها الموافقة على مبادرات سابقة قبل أن تتحول غزة إلى قاع صفصفا وقبل أن تسفك كل تلك الدماء وقبل وقبل … الخ .

هذه الموافقة جاءت بعد أن أصبحت القضية الفلسطينية هي قضية عالمية وأصبح الكيان الصهيوني معزول عالميا وأصبح في نظر العالم مجرم حرب وابادة وجاءت بينما الشعوب في أوروبا وأمريكا وبقية شعوب العالم تشتعل وتضغط على الحكومات لإنقاذ غزة وبينما اصبح هناك رؤساء دول يدعون لتشكيل قوة عالمية لتحرير فلسطين فإذا بحركة حماس تستسلم للكيان الصهيوني وتضيع ما تحقق بفضل ذلك الصمود الاسطوري لابناء غزة وتلك الدماء التي ازهقت وذلك الدمار الذي أحدثه هذا الكيان بينما كانت هذه العزلة والضغط الشعبي العالمي كفيلة بإيقاف جرائم الكيان الصهيوني وإيقاف مشروعه وها هو ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني يتفاخران بهذا الإنجاز الذي سينقذ الكيان الصهيوني مما وصل إليه حتى أن ترامب وصف اتفاق غزة بأنها صفقة عظيمة لإسرائيل وهي كذلك .

هناك من سيقول حماس لم توافق على كل بنود بل وافقت على إطلاق الاسرى وعلى إدارة غزة من قبل ادارة تكنوقراط فلسطينية  .

بعد إخراج أسرى الكيان الصهيوني عندها ستكون المقاومة معراة ولم يعد بيدها أي ورقة ضغط على الكيان الصهيوني وسيواصل الكيان الصهيوني تنفيذ أهدافه ، وهذا هو كلام رئيس حكومة الكيان الصهيوني بعد هذه الموافقة .

اخيرا هل نستطيع القول أن مايجري اليوم سببه الموروث الديني المشترك في الديانات الثلاث ؟ 
من خلال مجريات الأحداث نستطيع أن نقول نعم