نجاح مشروع سد حسان ..  انتصاراً لأبين .. صنعته الإرادة الأسطورية لعوهج واصرار الاثوري . 

نجاح مشروع سد حسان ..  انتصاراً لأبين .. صنعته الإرادة الأسطورية لعوهج واصرار الاثوري . 

(أبين الآن) كتب / علي السليماني

في صباحاً درجاجياً أبينياً جميل يتعانق فيه الزرع مع قطرات الندى يملأ الدنيا سروراً وبهجة وتفاؤل وأمل .  
نعم في هذا الصباح الجميل كانت وجهتي إلى منطقة الدرجاج الزراعية والمركز الإداري والتجاري إبان حقبة السلطنة الفضلية الواقعة في مديرية خنفر بمحافظة أبين . حيث كانت زيارتي الى مشروع سد حسان الذي يقع في منطقة الدرجاج الزراعية والتاريخية. 
أن الحديث ذو شجون وقد يطول عن جمال الطبيعة الخلابة التي حبا بها الله تعالى منطقة الدرجاج ومنطقة سد حسان والأراضي الزراعية الواسعة والإنتاج الزراعي ... الخ .
ولكننا هنا سنتكلم عن مستقبل هذه المنطقة الزراعية الكبيره والواسعة ومايشكله نجاح مشروع سد حسان من أهمية استراتيجية في التنمية الاقتصادية على مستوى منطقة سد حسان ومحافظة أبين والبلد بشكل عام .
خلال وصولي إلى موقع مشروع سد حسان استقبلني في مكتبه المهندس/ محمود محمد عوهج المدير العام للشركة الكندية الأولى (Om) الشركة المنفذة للمشروع سد حسان . وبحضور مدير المشروع م/ رفيق شائف الاثوري وعدد من المهندسين في مشروع سد حسان . 
وخلال اللقاء تحدث المدير العام السيد محمود عوهج تطرق في حديثه جملة من المواضيع والقضايا ذات الصلة بالمشروع منذ بدء العمل وحتى اليوم والصعوبات والمعوقات ومستوى الإنجاز في المشروع .
في الحقيقة وخلال لقائي بالسيد عوهج وحين كان يتحدث شعرت بأمور كثيرة وانتابتني احاسيس متناقضة فيها من الجمال والدهشة ومايفاخر ويعتز به المرء منّا، وفيها من الخجل ومايؤسف ومايحبط ، ومابينهما الظن بالله والعزيمة والتفاؤل والأمل . نعم جمال الصفات التي تميز بها شخص الاخ العزيز م/محمود عوهج من سمو الاخلاق والقيم الإنسانية والصبر وجاحة العقل نعم انها الإرادة الأسطورية لعوهج هي من جعل سد حسان واقع مدهش الإنجاز نشهاده بأم أعيننا إلى جانب صمود واصرار زميله م/رفيق الاثوري الذي تعرضت حياته للخطر والاختطافات المتعددة . يالها من بسالة الرجال الصادقين المخلصين الأوفياء. وإنه لمن الخجل والمعيب أن تقابل تلك الشواذ المارقين هؤلاء الأبطال بأعمال الخطف والتقطع . وهذا في أبين الشهامة والكبريا والعز والخير والعطاء .

وقال السيد محمود عوهج أن مشروع سد حسان كان يفترض أن يكون بناءه وانجازه في العام 1984م في نفس الوقت الذي أنجز فيه مشروع سد مأرب .ولكن بسبب بعض العوامل فشل العمل وتم تأجيل مشروع سد حسان . ثم اعتمد مره اخرى من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بناء سد حسان ولم يكتب له النجاح مره اخرى والذي تلاه احداث الربيع العربي والصراع السياسي في البلاد. 
وحالياً نحن قائمين على إنجاز مشروع سد حسان وهي المرة الثالثة التي تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بدعم مشروع سد حسان من صندوق أبوظبي للتنمية وهم مشكورين على دعمهم لمشروع سد حسان وهو مشروع استراتيجي اقتصادي زراعي كبير تحظى به محافظة أبين. وقال م/ محمود عوهج المدير العام للشركة الكندية الأولى المنفذة للمشروع سد حسان نحن واجهنا عراقيل وصعوبات كبيرة وكثيرة منذ بدء العمل في المشروع ، واجهنا أولاً صعوبة وصول الآليات والمواد إلى موقع المشروع بسبب وعورة الطرقات ثم قمنا بشق وعمل طريق يربط سد حسان بمنطقة الحصن بطول كثر من سبعة كيلومترات ليصل إلى الخط العام باتيس الحصن جعار .
ثانيا: واجهنا صعوبة ادخال آليات ومعدات العمل من المداخل الحدودية ونقاط الجمارك إلى داخل البلاد ثم إلى محافظة أبين كون هناك اتفاق بين دولة الإمارات واليمن بالاعفاء الجمركي لآليات ومعدات مشروع سد حسان وبسبب تلك العراقيل جلسنا حوالي سنة ونحن في عراقيل ادخال الآليات التي تصل فترة الاحتجاز لبعض الآليات لأكثر من ثلاثة شهور .
ثالثا: عراقيل الجانب الأمني وهي أكبر المشاكل وتداعياتها الخطيرة على حياة المهندسين وعمال وآليات المشروع .
وقال السيد عوهج قام مسلحون بسبع عمليات اختطاف لمدير المشروع م/ رفيق الاثوري ومهندسين المشروع وإحراق سيارة مدير المشروع أثناء التقطع له في الطريق ونجاء بفضل من الله تعالى. اطلاق نار على سيارة المشروع في خط الحصن جعار الذي كان يؤدي عمله لتخترق شظايا الرصاص رأس السائق الذي قمنا بتسفيره إلى الخارج وعمل له عمليات في الرأس ولايزال يتلقى العلاج والجاني يسرح ويمرح والسبب كان بغرض سرقة السيارة وكل حوادث الاختطاف لأغراض الابتزاز وقضايا ليس للمشروع بها علاقة مثلاً أحد الاختطافات للمهندس رفيق الاثوري المختطفين يطالبون الحكومة في عدن بالإفراج عن مسجون في قضية مخدرات .
بسبب هذه الأوضاع الأمنية يتحمل المشروع أعباء ويواجه عراقيل كبيرة .
وفي هذا الصدد اطرينا لحراسات وعسكر الآن لدينا في المشروع عدد 120 جندي من قوات العمالقة مكلفين بحراستنا في المشروع . ولكن كل هذا يؤثر على نفسيات المهندسين ويفرض قيود على حركتهم وهذا ليس في مصلحة محافظة أبين أن تخسر للمرة الثالثة مشروع سد حسان.
وقال م/محمود عوهج هناك أيضاً من المعوقات تأخير التعويضات للمواطنين من قبل السلطة المحلية. 
وخلال اللقاء أكد م/ محمود عوهج أن نسبة الإنجاز حتى اليوم حوالي 40% من مشروع سد حسان.
واختتم السيد محمود عوهج حديثه عن المشروع لقد حرصنا على نجاح مشروع سد حسان انطلاقاً من مفهومنا المهني بأهمية هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي الكبير ومردود الفائدة الاقتصادية الكبيرة لمحافظة أبين واليمن بشكل عام.

ثم وجه السيد محمود عوهج الاخ م/ رفيق الاثوري مدير المشروع بمرافقتي وتعريفي على مواقع العمل ومشاهدة سير العمل ومعرفة مستوى الإنجاز . حيث اقلني بسيارته م/ الاثوري وطفنا جميع مواقع العمل شهاهدت فيها التالي : 1- الإدارة المكونة من عدة مكاتب متنقله وهي عبارة عن كرفانات من الألمنيوم والحديد والخشب فيها مكاتب المدير العام ومدير المشروع وإدارة مالية ومكاتب المهندسين ويوجد مكتب لوكيل وزارة الزراعة الزامكي ويوجد مختبر للتربة والخرسانة ويوجد مطبخ كبير يوفر جميع الوجبات للعاملين في المشروع ، وتوجد ورشة مركزية لصيانة الآليات والمعدات . وغرف سكن وحراسات.  كما شاهدت أكثر من مائتي آلية عمل من مجنزرات وبلدوزرات وغرافات وشيولات ودركتورات ورافعات وسيارات ومركبات مختلفة الماركات والأحجام سيارات نقل ألمواد الخام والكري وخامات العمل والخرسانات الجاهزة ونقل الماء وغيرها. توجد في الموقع كسارات وخلاطات لإنتاج الخرسانة الجافة والرقيقة وبمواصفات عالمية حديثة. 
ثم إلى موقع السد حسان والذي قال م/ رفيق الاثوري أن مشروع سد حسان يتكون من سبع مكونات رئيسية هي: 
1- السد الرئيس بطول 420 متر .
2- سد الغفل رقم (1) ( المفيض) من الجهة الشرقية للسد الرئيسي . 
3- سد الغفل رقم (2) يتضمن البوابات الزراعية من الجهة الغربية.
4- سد الغفل رقم (3) من الجهة الغربية. 
5- الحاجز الترابي بطول 3 كيلومترات تقريباً وهو يشكل الحوض المائي للسد بموازاة السلسلة الجبلية الطرف الآخر للحوض .
6- الطريق الاسفلتي 
الخدمي للسد يربط السد بمنطقة الحصن بطول أكثر من 7 كم . 
7- اعمال حماية داخل الوادي . 
حيث شاهدنا العمل يسر على قدماً وساق في جميع مكونات سد حسان الرئيسية أشبه بخلية نحل في أوج نشاطها .
خلال زيارتي لوادي حسان وسد حسان تحديداً الذي لاول مره في حياتي وطئته قدماي كانت مشاعري فياضة بالفرحة والسرور والدهشة الكبيرة بما شاهده من جمال الطبيعة الخلابة والمساحة الكبيرة لوادي حسان مساحة العرض الذي لا أرى بوضوح الطرف الآخر لجانب الوادي برغم اني كنت امشي واقف واصور من فوق الحاجز الترابي لحوض الماء للسد ألذي شبه يتوسط الوادي واقرب الى الجانب الغربي تقريبا ولكنني أعجز عن رؤية ضفاف الوادي . مساحة عرض الحوض حوالي اكثر من 2 كم . مهما تكلمت سيكون حديثي أشبه بخيال لمن لا يعرف سد حسان وموقعه الجغرافي الفريد . 
في الختام ادعوا جميع الزملاء الإعلاميين والصحفيين إلى زيارة سد حسان المنجز التاريخي العظيم ، كما ادعوا جميع أبناء محافظة أبين الخيرين والشرفاء وأبناء قبائل أبين الأصيلة إلى الوقوف والدفاع المطلق عن مشروع سد حسان وجميع من يعمل فيه والتصدي لجميع أفعال الشواذ التي يقوم بها بعض المارقين الذين سقطت أخلاقهم في وحل الرذيلة والذي تتنافا أفعالهم مع قيم وشيم اخلاق أبناء أبين العظيمة والاصيلة  . كما ادعوا الذين يكتبون عن غيب من أماكن راحتهم البعيدة عن الواقع ويقدحون ويذمون في المشروع والقائمين على المشروع وصناع نجاح مشروع سد حسان أن يزورون اولا المشروع ويشاهدون بأم أعينهم واني لعلى ثقة بأن من كان اصيل ويحب أبين فإنهم سيندمون وسيعتذرون وسيقبلون تلك الجباه السمراء التي حملت على عاتقها مسؤولية نجاح مشروع سد حسان . فل يخسى المتفيقهون .. وتنتصر إرادة الخيرون .

اتقدم بالشكر الجزيل والتقدير والاحترام لصناع هذا المجد العظيم وفي مقدمتهم الاخ م/ محمود محمد عوهج المدير العام للشركة الكندية الأولى المنفذة لمشروع سد حسان والاخ العزيز م/ رفيق شائف الاثوري مدير مشروع سد حسان. وكافة العاملين في مشروع سد حسان. كما أقدم الشكر والتقدير والعرفان لقائد النهضة والتنمية بمحافظة أبين اللواء الركن ابوبكر حسين سالم محافظ المحافظة الذي كان الرجل الأول في حماية مشروع سد حسان والدفاع عنه . كما اشكر دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حكومتا وشعب على حرصها على تنفيذ مشروع سد حسان ودعمها السخي لمحافظة أبين في عدة مجالات وأنجاح مشروع سد حسان العظيم. كما أتقدم بالشكر والتقدير والاحترام للاخ القائد أبو زرعة المحرمي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقائد قوات العمالقة على تكليفه لعدد كبير من منتسبي قوات العمالقة لحماية مشروع سد حسان والشكر موصول للاخ المحامي مازن اليوسفي مدير عام مديرية خنفر الذي عهدناه دوماً رمز الكوادر والكفاءات المخلصين في مديرية خنفر وعلى مستوى محافظة أبين بشكل عام تحية وتقدير واحترام وتعظيم سلام لكل من ساهم في إنجاح مشروع سد حسان والمشاريع الاستراتيجية التنموية الأخرى سواء من أبناء أبين أو أبناء المحافظات الأخرى .