محافظ محافظة لحج مثال حي للقائد الحقيقي
عندما أتحدث عن محافظ محافظة لحج اللواء الركن أحمد عبد الله التركي، أجد نفسي بصدد الحديث عن قامة وطنية كبيرة، وقائد فذ توافرت فيه سمات القيادة المطلوبة للعمل القيادي.
لقد امتلك معالي المحافظ قدرات فائقة ومهارات نادرة، حظي من خلالها باحترام وتقدير أبناء المحافظة، ودفع بمن يقعوا في نطاق سلطاته القيادية، على العمل بحماس غير مسبوق، مما ساهم في تحسين الأداء ورفع الإنتاجية بشكل لافت.
لقد عاشت محافظة لحج عقودا طويلة عانت خلالها من تدهور واضح في الخدمات المقدمة، وتدني الاهتمام بالجوانب الأمنية، وتبديد لمواردها المحلية دون حسيب أو رقيب، على الرغم من توافر موارد محلية لا يستهان بها، وميزانيات مركزية كبيرة، والتي يفترض أن تسهم في تحقيق الكثير من الإنجازات على الأرض.
وصل معالي اللواء أحمد التركي لقيادة محافظة لحج في ظرف استثنائي بالغ التعقيد، إذ فقد حمل لواء هذه المسؤولية بالوقت الذي تعيش فيه المحافظة أسوأ سنوات عمرها اقتصاديا وتنمويا وأمنيا وحتى سياسيا، فهناك صناديق خالية، ومخصصات مالية لا تكاد تكفي لتلبية الحد الأدنى من متطلبات تسيير العمل اليومي للمكاتب التنفيذية، وأوضاع أمنية في غاية التعقيد، وفساد مستشري ينخر مفاصلها، ومبان حكومية مدمرة، وصراع سياسي غير بناء لا يخدم العمل التنموي بشيء، إذ فقد كانت القيادة الجديدة بحق أمام اختبار حقيقي وصعب لمدى قدراتها على المضي بالمحافظة قدما، فهناك ألف عائق وعائق ولابد من المضي قدما لتجاوزها بسلام.
تصرف اللواء التركي من الوهلة الأولى بمنتهى الحكمة والمسؤولية، وأدار عمله بدقة عالية، عكست مدى الكفاءة والخبرة اللتين يتمتع بهما، فلم يضيع وقتا في المزايدات السياسية غير البناءة، أو يغلب بعدا اجتماعيا ما على واجباته العليا، فعمل بشكل دأؤوب دون ضجيج وبعيدا عن أضواء الإعلام للخروج بمحافظته من واقعها المؤلم، والنأي بها عن المناكفات السياسية التي لم تكسبها فيما مضى غير التشتت والضياع، وإبطاء جهود البناء والتنمية ومضاعفة الأوجاع.
بإلقاء نظرة فاحصة لبعض الإنجازات التي تحققت لمحافظتنا الحبيبة (محافظة لحج) منذ تعيين اللواء التركي محافظا لها، نجد أنفسنا أمام قائمة طويلة من الإنجازات المتحققة، فهناك تنمية شهدتها المحافظة بمختلف مديرياتها برغم الإمكانات الشحيحة، من صيانة وسفلتة طرق عديدة، وبناء مدارس وتوسعة للمشاريع والخدمات الصحية، واهتمام بالجانب الزراعي، وإتاحة الفرص للأعمال الاستثمارية، ورعاية للكثير من الأنشطة الثقافية، وتنسيق مباشر ومستمر مع مختلف المنظمات المختلفة في المجالات الإغاثية والإنسانية والتنموية، ودعوتها لدخول المحافظة وتسهيل مهماتها وتوجيه أنشطتها إلى مختلف المدن والقرى على ربوع المحافظة، ووفقا للاحتياج دون أي اعتبار آخر.
وعلى الصعيد الأمني أضحى عهد اللواء التركي متميزا وحافلا بالإنجازات الأمنية، إذا ما قورن بفترات سابقة شهدت خلالها المحافظة اختلالات أمنية وتزايد في أعمال العنف. لقد وضع اللواء التركي مسألة الأمن نصب عينية، وعلى رأس قائمة أولوياته، فعمل حثيثا على تعيين قيادات أمنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة بعيدا عن أية اعتبارات أخرى، وحرص على متابعة الملف الأمني بشكل مباشر، مما ساعد على تحسين الوضع الأمني وانخفاض معدلات الجريمة وأعمال العنف.
وعلى الصعيد السياسي تعاطى التركي بحكمه وروية، ونظرة بعيدة للأمور، ولم يوظف هذا البعد بما يضر بالمصلحة العليا للمحافظة، فسعى للتخفيف من حدة الاحتقانات السياسية بين مختلف القوى التي تموج بها الساحة اللحجية، عاملا على توحيد جهود الجميع وتوجيهها نحو خدمة المحافظة والانتصار لمتطلباتها التنموية.
وحتى نكون واقعيين يتعين علينا أن ننصف الرجل ونعطيه حقه، سيما في ضوء تنكر واضح من البعض، وحملات إعلامية مغرضة، تهدف لقلب الحقائق، والتقليل مما تحقق.
معالي اللواء أحمد التركي نضع أيدينا على يديك، وندعوك للمضي في طريقك المرسوم دون الالتفات لما يهدف لتثبيط وتيرة العمل. نسأل الله العلي القدير أن يوفقك في مهامك العظيمة ويجنبك كل مكروه أنه سميع مجيب الدعاء.