صراع الهوية في منطقتنا العربية!!
بقلم د. وليد ناصر الماس
تعاني بلدان المنطقة العربية من أزمة هوية نظرا لتداخل الهويات المحلية، وربما طغيانها في أحيانا كثيرة على الهوية الكلية. أول وسائل علاج الأزمة الإقرار في ضمائرنا وعقولنا ثم بأفعالنا بالآخر المغاير لنا، وتوظيف هذه التفرعات لصالح الكل (الوطن).
يجب ان تنفتح الهويات الفرعية على بعضها، فالتقوقع من شأنه ان يقف معاديا لما دونه ولمن يشاركه في هذا الوطن.
الأفكار المطلقة تلغي حقيقة وجود هويات فرعية متعددة، إذ لا يحق حصر واحتكار الانتماء الكلي للوطن في هوية اجتماعية أو سياسية أو مذهبية، وتجريد الآخرين منه.
الانتماء للهوية الكلية لا ينتفي معه وجود هويات فرعية، إذ لا تستقيم الهوية الفرعية وتدوم إلا من خلال وجودها المتفاعل مع الهوية الكلية.
مصدر قوة الهوية الكلية هو اعترافها بالحق الطبيعي لوجود التمثيلات الخاصة للهويات الثانوية.
الهوية الكلية الجامعة أو الهويات الفرعية لا يعدان مطلقان، بل في حالة تشكل دائم، وتبرز أهمية الهوية عندما يمر البلد بأزمة وطنية حادة.
وفي سياق آخر تعمل العولمة على طمس وتدمير الهويات الوطنية والثقافية والقومية للشعوب، باعتبارها أي العولمة هوية العصر، فالاستجابة السلبية لظاهرة العولمة شكلت تحدي حقيقي للهوية القومية، فقد كان التقدم العلمي والتقني الذي حققته الإنسانية في ثورة المعلومات والاتصالات والإعلام تحت غطاء الهوية الغربية، دافعا لها حيث تحمل في طياتها أهداف استعمارية، ويعد تغيير الهوية القومية للآخر مدخلا لها.
د. وليد ناصر الماس.