العودة إلى نبات الحلص

العودة إلى نبات الحلص

أبين الآن / حسن الكنزلي

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتعقد أنماط الغذاء، قد يبحث الكثيرون عن بدائل طبيعية وصحية لما يُقدم على موائدنا من أطعمة مصنعة ومعالجة. وفي هذا السياق، يبرز نبات الحلص كأحد الخيارات الغذائية الواعدة التي تعود بنا إلى جذورنا الطبيعية وتقاليدنا الغذائية العريقة.

يُعرف نبات الحلص بأسماء عدة في الوطن العربي، مثل الغلف والعلفق، ويحمل الاسم العلمي (Cissus rotundifolia).
ينتشر في مناطق عدة من العالم، ويزدهر بشكل خاص في المناطق الدافئة والجافة كجنوب جزيرة العرب وشرق أفريقيا.

وهو مصدر غني بالعناصر الغذائية الأساسية، كالألياف والبروتينات والفيتامينات والمعادن الهامة. تُستهلك أوراقه، ويُعد طعامًا محليًا في بلاد العرب، حيث يُقدم كجزء من الوجبات اليومية، أو كعلاج طبيعي لبعض الأمراض؛ إذ يُستخدم في الطب الشعبي لعلاج العديد من الحالات الصحية؛ حيث يُعتقد أن له فوائدا في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين صحة القلب والجهاز الهضمي. كما يُعتبر مفيدًا للوقاية من الإمساك وتحسين الهضم.

بالإضافة إلى قيمته الغذائية والطبية، يُعتبر ذو أهمية اقتصادية في بعض المناطق التي ينمو فيها؛ إذ يُسهم في تلبية احتياجات الغذاء والطب، وقد يشكل مصدر دخل للمزارعين الذين يزرعونه ويبيعونه.

مع تزايد الوعي بأهمية الغذاء الصحي والطبيعي، يعد الحلص خيارًا مثاليًا للعودة إلى نمط حياة أكثر بساطة وصحة. إنها دعوة لإعادة اكتشاف الكنوز الغذائية التي تزخر بها أرضنا وتقدير القيمة الحقيقية للنباتات المحلية كالحلص.
علما أنه محليا ينمو طبيعيا؛ دون تدخل بشري، ولم يعد يحظى بأهمية كما كان قديما؛ بل ربما نسي وجهل إنه غذاء ودواء، ولم يظهر إلا في الأزمة التي تعيشها البلاد، مما اضطر كثيرا من الفقراء إلى العودة إليه، في المناطق النائية، التي لا زالت تحظى بذاكرة استخدامه، مما جعله أيضا يظهر كسلعة في بعض أسواق البلاد. وفي ظل تطور وسائل التواصل قد تتلاقح المعارف والخبرات وتتوسع معرفة طرق إعداده واستخدامه. وربما هناك ابتكارات غذائية لم تظهر حتى الآن تهدف إلى جعله منتجا ذات قيمة سوقية تدر على البلاد والعباد شيئا من الدخل، ويستفاد من محصول غير مكلف مالا ولا جهدا؛ باستثناء الحصاد والنقل وعمليات الإنتاج والتسويق...
والله تعالى أعلم!
وأدام الله بلادنا عامرة بالخير!