يظل الكرام كرامًا

جمعني مجلس مع بعض الأصدقاء وتداولنا الحديث عن صفات بعض الأسر في محافظة أبين، ومادام الحديث عن الصفات الجميلة فلابد من أن يأتي اسم أسرة كريمة في محافظة أبين هذه الأسرة أصبحث رمزًا للكرم والإصلاح بين الناس، ويتميز أفرادها بالتواضع الجم، فكلما ترقى أحدهم في المناصب زاده ذلك المنصب تواضعًا، ويسخرون كل وقتهم في خدمة المنطقة وخدمة كل من يطرق بابهم وبكل تواضع، أكيد لقد عرفتم هذه الأسرة كريمة النسب والمتواضع أهلها، نعم إنها هي كما توقعتم، هي بالفعل أسرة آل عشال بمديرية مودية، ولهم تبة تنسب لهم هي قرن عشال الواقعة على الطريق الدولي الرابط بين العاصمة عدن والمحافظات الشرقية. 

   دار الحديث ووجدت كل من في المجلس يثنون على هذه الأسرة، وذكرت لهم بعض المواقف التي عشتها مع بعض أفراد هذه الأسرة، فهل يصدق القارئ أنني وصلت مع أحد الأصدقاء إلى منزل الشهيد محمد حسين عشال ليساعدنا في استخراج تقرير طبي لأحد المرضى ووعدنا صباح اليوم الثاني وبالفعل أخذنا بسيارته وطاف بنا صنعاء حتى وصلنا إلى المستشفى العسكري وظل معنا حتى تم تجهيز أمور المريض، وزاد ودعم في علاج المريض في الأردن، بالله عليكم هل هناك مسؤول من مسؤولي هذه الأيام سينزل معك ويتابع بنفسه من مكتب إلى مكتب ليجهز لمريض كل أموره وهو لا يعرفه؟ نعم لقد فعلها الشهيد محمد حسين عشال، وأنا شاهد على هذا، وعلى الرغم أنها لن تكن تربطنا بالشهيد أي معرفة من سابق، ولكنه فعلها ابن الأكرمين. 

  إنها صفات في هذه الأسرة لا تجدها إلا نادرًا في بعض الأسر، وفي هذا المجلس ذكرت من ضمن الاستشهاد ما قام به الأستاذ علي حسين عشال حفظه الله وهو شقيق الشهيد محمد حسين عشال كان له الفضل بعد الله في تثبيت 28 من أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية لودر جامعة عدن، ومن أراد أن يتأكد فعليه بسؤال اللجنة التي كانت تتابع في صنعاء وكيف كان الأستاذ علي عشال يترك أعماله ويأتي للمتابعة، بل أنه أتى بزميليه صخر الوجيه وجباري للمشاركة في تثبيت الأعضاء. 

  لو تعاون معك مسؤول ربما يرفع سماعة الجوال ويتواصل مع فلان أو علان ليساعدوك في أي متابعة، ولكن أسرة آل عشال تأبى إلا أن تتأكد من الإنجاز فتذهل من صنيعهم وكرمهم وحبهم لفعل الخير، ولكن عندما تعود لسيرة آبائهم تجد الذين عايشوهم يثنون عليهم خيرًا، فهم أهل إصلاح في المنطقة، وأهل كرم وفزعة مع أي ملهوف يأتي إليهم، فهم أعلام شامخة، وجاء الأبناء بتلك الجينات الطيبة، فهل تتذكرون عبدالله سعيد عشال عندما كان يهز منبر مجلس النواب؟ وهل تتذكرون الشخصية الفريدة لعلي حسين عشال في مجلس النواب؟ وهل تتذكرون شموخ الأب حسين عثمان عشال في قيادة الجيش ثم تمثيل المنطقة في مجلس النواب؟ وهل تتذكرون الفقيد الهيثمي عشال والشيخ الشهيد أبوبكر عشال ودأبهما في الإصلاح بين الناس، وكذا تواضع الشهيد محمد حسين عشال؟ وهل تتذكرون مواقف علي أبوبكر عشال في خدمة كل من يصل إليه؟ لو عددت لكم شخصيات هذه الأسرة، فلابد لي من المرور على كل أفرادها، فهم الكرام أبناء الكرام، فهكذا يظل الكرام كرامًا، ويكفيك منهم حسن حديثهم، ومتعتك بحسن وطيب سيرتهم.