مسكين انت ياشعب الجنوب مامعك سوى الفرحة والفائدة لغيرك.
كتب./ ناصر الجريري
اليوم هو يوم الفرحة العارمة لشعب الجنوب بيوم عيده الاغر وهي الذكرى 61 لقيام ثورة 14 اكتوبر المجيدة التي خلدها التاريخ وسطرها بدماء ابائنا واجدادنا الثوار ضد الحكم الكهنوتي الاستعماري البغيض الذي جثم على ارض الجنوب الحبيب طيلة 129 عاما ذاق الشعب خلاله مرارة العبودية والذل والهوان الى ان جاء الفرج وجاء هذا اليوم يوم الصمود والوقوف في وجهه الظلم وجبروته.
فهاهو الشعب اليوم يحتفل كعادته بذكراه السنوية كبقية الشعوب التي تحتفل بامجاد اعيادها الوطنية وحق لها ذلك لماذا؟؟
لانها بالفعل تحتفل كل عام مع ذكرى اعيادها الوطنية بما حققته حكوماتهم من تقدم ورقي في مختلف الجوانب والصعد الإقتصادية والثقافية ومن التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي لشعوبهم في شتى مجالات الحياة فمثل هذه الذكرى هنيئا لهذه الشعوب ان تحتفل بها
لكن شعب الجنوب المسكين يحتفل لا لاي شيئ من هذا القبيل بل يحتفل ويسرح بمخيلته الى التضحيات الجسام التي قدمها ابائه واجداده الثوار فقط الذين لوا علموا ماهو عليه الشعب من ذل وحرمان لندموا على مقاومة الاحتلال وماقدموه من تضحيات لاجل ان يسعد وينعم شعبهم بالحرية والتقدم والإزدهار لا ان يظل ويعيش في ذل وحرمان... هذا من وجهة نظري .
لانه هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة ولا احد يزايد ويكابر على شعب يعيش اليوم انتصاراته وامجاده الوهمية على امل ووعود من جميع الانضمة والحكومات المتعاقبة التي عايشها في السابق ويعايشها اليوم التي للاسف لم تحقق اي انتصارات واي امجاد لهذا الشعب المكلوم نعم لأن ثروات الجنوب بشتى انواعها تذهب اليوم وينعم بها الداخل والخارج غير آبهين بشعب الجنوب فلا نجد عدالة اجتماعية ولا سياسية ولا تقاسم عادل للثروات التي تستفيد منها ارض الجنوب في إعماره ويستفيد منها الشعب المغلوب على امره لانجد اليوم تعليم ولاصحة بمعنى الكلمة ولا شق وتوسعة للطرقات او حتى صناعة وتطوير للبنى التحتية الاخرى للشعب كبقية شعوب العالم المتقدم والمتحرر من الاستعمار
بل على العكس من ذلك تماما نجد غلاء معيشي فاحش وتدهور إقتصادي كبير ونهب وسلب للاراضي وتقاسم للحصص والثروات وتجهيل للتعليم وتدمير للصحة والزراعة وهدر للثروة السمكية فلاطرقات ولا كهرباء كالعالم والناس بل حتى العملة الوطنية اصبحت ممرمطة امام العملات الاجنبية لاتثبت ولايستقر لها حال بسبب الفساد اليوم.
فاي نفس يطيب لها ان تحتفل بهذا اليوم المجيد
فلن يطعم الشعب او بحس بطعم فرحة إلإنتصار في هذا اليوم الا متى ما عاش في واقع حقيقي لازيف فيه ولا وعود او آمال معسولة واقع فيه نوع من الاهتمام بتعليم وثقافة الانسان وصحتة وطن يجد فيه الأمن والأمان ويلتمس فيه قيم وركائز الدولة الحقيقية التي من خلالها يحس بطعم ولذة العدالة والمساواة الاجتماعية دولة يطبق فيها القانون والنظام على الكبير قبل الصغير وعلى الوزير والرئيس والمرؤوس فيها تسخر كل إمكانيات وثروات البلد لمافيه مصلحة الشعب ورقيه لا لمصلحة افراد وجماعات فمتى تحقق ذلك عندها سنقول هنيئا لك ياشعب الجنوب كل افراحك واتراحك. ولن نقول عندئذ كما قال المتنبي :
(عيد باية حال عدت ياعيد ***
بما مضى ام بامر فيك تجديد. )
وحفظ الله الجنوب وشعبه من كل سوء ومكروه