مخ الحمار

منذ الوهلة الأولى وعند مشاهدتك لهذا الشخص تتكون لديك مجموعة من التصورات ويتبادر إلى ذهنك انك امام شخصية عبقرية وغير عادية ربما يكون عالم من علماء الكيمياء او الفيزياء او عالم فضاء وذرة او مخترع وعنده عدت براءات اختراع او باحث ومؤرخ وكاتب واديب وشاعر كبير او فيلسوف هكذا يبدوا لك للوهلة الاول قبل الولوج معه باي حوار اوحديث او نقاش وانت تشاهده وهو قاعد على كرسيه في مكتبه الفخم في احدى الوزارات السيادية٠

طبعا هذاً الرجل قاعد على هذا الكرسي مثله مثل الكرسي لم يقدم اي شيئاً يذكر منذ جلوسه عليه واعتلائه لهذا المنصب الرفيع لأكثر من عشر سنوات ويزيد وهذا ليس لذكائه ولا لخبرته ولا لكفاءته اوحتى لمؤهله المشكوك فيه وانما لأنه محسوب على جماعة وجهة سياسية وقبلية ينتمي إليها هذه هي كل المعايير التي جعلته يحتكر ويحتل هذا المنصب كل هذه السنوات العشر وزيادة٠

وكانت صدفة جمعتني بهذا الرجل في مكان عام ودار بيننا حديث ونقاش وياليته ماكان فقد ظهر الرجل على حقيقته المجرده وبأنه شخص تافه وان التصورات التي تبادرت إلى أذهاننا للوهلة الاولى عندما شاهدناه في مكتبه الفخم ورأينا حجم راسه الكبير الذي اوحى إلينا بأن تلك الجمجمة تحتوي مخ عبقري وعقلية رجل حكيم ورشيد ولكن وللأسف الشديد كانت تصوراتنا خاطئة وفي غير محلها وبعد الحديث والحوار والنقاس مع الرجل اتضح لنا أن ذلك الرأس الكبير خاوي وفارغ المحتوى وتلك الجمجمة انما تحتوي على عقل بليد ومخ حمار٠

واثناء حديثنا معه اتضح لنا ايضاً بأن الرجل ليس بتافة فقط ولكنه ايضاً هماز مشاء بنميم يهمز ويلمز ويسخر ممن حوله وهو اسوء ما يكون بالمقارنة بمن يسخر منهم والله لو عملنا بينه وبين اصغر وابسط موظف من العاملين والموظفين معه في مكتبه مناظرة لتقدم عليه ذلك الموظف البسيط بسنوات ضوئية والله لولا ان هناك قانون الصحافة يمنع ذكر الأسماء لكتبت اسمه وجعلت الراي العام يتناول الحديث عنه بكل سخرية هذا نموذج وهناك امثاله نماذج كثيرة يحتلون ويحتكرون مناصب ودرجات رفيعة على حساب كوادر وكفاءات وخبرات من ابناء عدن والجنوب مركنة وجالسة في البيوت قادرين ان يقودوا الدولة إلى بر الامان وإلى حيث يليق بها بين الدول والمجتمعات على المستوى العربي والأجنبي ولكنها السياسة المعلونة والمحسوبيات والمناطقية والعنصرية المقيته التي اوصلت البلاد إلى حافة الهاوية الإقتصادية والأيلة للسقوط والإنهيار في اي لحظة٠

#المريسي٠