من البصل الأحمر إلى البطل المنتشر عاصب الرأس بالعقال
تتوارى ويكثر الحديث دون حلول من جهة الحكومة ومن طرف الشعب عن تدهور صرف العملة المحلية وما من حل يُذكر.
حقيقة النقل وخطوط التهريب التي قد يجهلها الكثير والانفلات الأمني يشكلان ركيزة لعدم الاستقرار.
أما عن النقل والتهريب ففي حضرموت التي تتميز بموقعها الجغرافي كهمزة وصل بين تجارة الشمال وافريقيا وسلطنة عمان على وجه الخصوص تظهر كإحدى الثغرات التي تساهم في انتكاسة العملة وخاصة بعد أزمة البحر الأحمر والتي تسببت في عملية النقل البري لترتفع نسبة مرور المقطورات اليومية إلى المئات وسط المحافظات المحررة وخاصتاً وادي وصحراء حضرموت.
دعونا نوضح أكثر
عندما يأتي التاجر من الشمال ليستورد بضائع عبر محافظة المهرة والتي غالبيتها ليست للسوق المحلي بل للتصدير إلى أفريقيا أو عودتها إلى الجنوب غالبًا ما يصل التاجر إلى حضرموت وغالبًا سيئون لاستلام حوالة إلكترونية إلى عملة صعبة كقيمة للبضائع وغالبية تلك البضائع تكون من السيارات المهربة التي يتم صيانتها في صنعاء ثم تصديرها إلى أفريقيا.
هذه العملية تعتبر آمنة للتجار في الشمال وذلك لتجنب قطاع الطرق في الخط الرابط بين صنعاء وحضرموت ومن هنا تكسب حكومة صنعاء حفظ العملة الصعبة ومنع خروجها من مناطق سيطرتهم.
فلا استقرار إلا بقطع دابر تجارة المحيين بالسلام دون فائدة ومصلحة المنطقة.
وإن كنا نفتقر إلى دخل العملة الصعبة فقد وهب الله لنا مصدرًا آخر غير النفط ألا وهو تصدير البصل الذي يأتي بالعملة الصعبة إلى السوق المحلي ولكن تلك الثغرة الخاصة بتجارة المحيين بالسلام هي ما تنهك كاهله.
ومن العوامل الأخرى التي قد تعود لنا بدخل ألا وهي تأمين وادي وصحراء حضرموت من العصابات وقطاع الطرق الذين يقطعون سبيل المغتربين العائدين من المملكة العربية السعودية في ظل انتشار قطاع الطرق من الصعب أن يخرج المغترب بأمواله التي لطالما ضاع عمره وهو يعمل في الغربة ليجمعها وبسبب ذلك يلجأ لتحويلها إلكترونيًا لاستلامها في البلاد وهنا تظهر قضية تأمين طريق المسافرين كسبيل لدخل يحسن من العملة.
دمتم في رعاية الله وحفظه.