الجوع في غزة والجوع في اليمن!

بقلم/حسين سالم السليماني الحنشي 


الجوع وآلامه يجتاح أهلنا في غزة، وكذا أهلنا في اليمن، فمن المسؤول عن هذا؟
أما في غزة ، فهو الإحتلال الصهــ ـيوني المــ ـجرم الخارج عن كل القيم والأخلاق الحميدة.
وأما في اليمن ، فلانجد إلا من يمسك بزمام الأمور في البلاد ، فهل نقارنهم بمن يفرض الحصار وينزل الدمار على أهلنا بغزة ؟ للأسف الشديد نعم، فهم مثلهم يعاملون شعبهم مثل ما يعامل شعب غزة المنكوب.
إن تلك المعاملات التي يلقاها الشعبين شبيهة إلى حد ما، فجعلت العقول، تعتصر إلى حد البكاء والجنون، إن الشعب في غزة يعيش حربا، تدميرية بكل معنى الكلمة، ويمارس عليه التجويع كسلاح يفتك بالشعب في غزة وهو، الفقر المُر وكذا في اليمن، يمارس عليه التجويع، فنجد من الفاقه والاحتياج الشديد، ولو لقطعة خبز متعفنة أو طحين تالف، ففي غزة هجروا الوجبات الغذائية اليومية نتيجة للحرب والحصار المفروض عليهم عالمياً، وفي اليمن كانت الهجرة من الوجبات الغذائية اضطرارية وطواعية، لا بسبب الحصار، ولكن بسبب القائمين على حكم البلاد، حيث تركت العملة المحلية تنتهي أمام العملات الأجنبية، وهم يشاهدونها ولديهم القدرة على إدارة تلك الأزمة والخروج منها، وهذا هو السلاح للأسف الذي تستخدمه الحكومة، ضد شعبها في اليمن، فتترك العملة الوطنية تنهار يومياً، فأصبحت لاتغني من جوع...
إن في غزة الشموخ والعزة تلجأ الناس إلى أن تقتات بضعاً من أوراق الشجر والحشائش، في ظل هذه الحرب والحصار، لكن في اليمن لم تستغني الناس عن أوراق الأشجار وجذورها منذ قيام الثورة إلى الآن ، فهل هذه تنبؤات عند الشعب بأن القادم على حكم البلاد لايعرفون غير أنفسهم وأرصدتهم المالية وعقاراتهم، فحافظوا على أكل الأشجار؟!
يعتبر فُتات الطعام المعجونة بالرمال الذي يأخذه الناس لتملأ به البطون في غزة نتيجة الاحتـــ ـلال. لكن في اليمن هناك القمامة والتنافس عليها مع الذباب والحشرات والقطط والكلاب ليلاً ونهاراً...
هناك في اليمن حيث امتلأت الشوارع بالمتسولين والصابرين على الجوع, حيث يموت الناس في بيوتهم بصمت !!! من أجل استدعاء أغلب الشعب لبيع ماتبقى له من الكرامة...
إنه سلاح المحتلين والفاسدين والمستبدين(الجوع) أنها الحرب ضد الشعب وإذلاله، حتى لا يطلب الحرية والعدالة والسيادة الوطنية! ومن خلال الجوع يتم شراء الذمم وشراء الشباب العاطلين عن العمل، وجعل منهم جيوشا لا تعرف الوطن ... إن الجوع جعل جزءاً من أجساد الشعب تنزف، فأصبح اليوم التنافس على صناديق القمامة، صراع من يتمكن من الوصول إليها، ففيها أشهى أنواع المأكولات، فلا نجد هذه القماقة إلا بالقرب ممن يحكمون البلاد. أننا نشاهد الضلوع بارزة حين نصادفها على قارعة الطرق، إن الجوع الذي جعل الناس تركع على عتبات من يحكمون البلاد، إنه لدليل على بعد من يمسكون بزمام الأمور، عن الوطن والوطنية.
إن أهلنا بغزة يواجهون عدوان عالمي وهم يسطرون أعظم صور الصبر والصمود أمامه...
لكن نحن ملأ الخوف صدورنا فأصبحنا إلى الصمت والعجز والخنوع أقرب، إن الجوع الذي يكوي أفئدة البسطاء الذين لا حيلة لهم، سببه أن من يمسك بزمام الأمور في اليمن مصابين بالفساد الذي هو الوجه الاخر للاحــ ـتلال في غزة، ويعملان بنفس المعيار ضد الشعب في غزة والشعب في اليمن، فهل نحتاج إلى ثورة ومقاومة تقلع الفساد الحاكم الذي هو وجها من وجوه الإحـــت ــلال الغاصب!