الشيخ الغامدي ينفي صحة صيام يوم عرفة ويعتبره بدعة.!! 

كتب: منصور بلعيدي_

أثار الشيخ أحمد الغامدي جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية بعد تصريحاته الأخيرة التي شكك فيها في صحة صيام يوم عرفة، مستنداً إلى دراسة نقدية لسند الحديث النبوي الذي يحث على صيام هذا اليوم. 
وأكد الغامدي أن الحديث الذي يُستدل به على فضل صيام يوم عرفة "منقطع السند"، حيث يدور إسناده حول عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة، مشيراً إلى أن عبد الله بن معبد لم يثبت له سماع من أبي قتادة، وهو ما دفع بعض أئمة الحديث إلى إدراجه في كتب الضعفاء.

وأضاف الغامدي أن بعض شواهد الحديث ضعيفة، رغم تصحيح بعض العلماء لها، كما أشار إلى أن يوم عرفة يُعد عيداً للمسلمين، وهو يوم أكل وشرب، فلا يصح صيامه من هذا المنطلق.

من جهة أخرى، أشار بعض الباحثين إلى أن الراوي المقصود في الحديث ليس أبا قتادة المدني، بل هو أبو قتادة العدوي البصري، ما يجعل الحديث مرسلاً ويزيد من ضعفه، خاصة أن الرواة الآخرين بصريون أيضاً، ولا يمكنهم الرواية عن أبي قتادة المدني. 
كما استدلوا بأن الشريعة لم ترد فيها مغفرة الذنوب المستقبلية إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يُعقل أن يكفر صيام يوم واحد ذنوب سنتين، بينما صيام رمضان -وهو فريضة- لا يكفر إلا ما تقدم من الذنب؟

ورغم أن الحديث أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" ووصفه الترمذي بأنه "حسن"، إلا أن الغامدي يرى أن القاعدة النبوية "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" تنطبق هنا، معتبراً أن صيام يوم عرفة بدعة لا أصل لها في الشريعة الصحيحة.

هذا الطرح أثار نقاشاً واسعاً بين العلماء وطلبة العلم، بين مؤيد لرأي الغامدي ومعارض له، في مشهد يعكس حيوية الساحة الفقهية الإسلامية وتنوع مدارسها في التعامل مع النصوص الشرعية.