وقفة.. مع آيتين في كتاب الله.!!
بقلم / منصور بلعيدي
عندما نتفكر فيما نقرأه من القران الكريم نجد معاني عظيمة ترفع منسوب الوعي بديننا الاسلامي في عقولنا فتتراكم المعارف كلما تدبرنا وغصنا بعمق في كتاب الله فيتشكل لدينا هرماً معرفياً نعلو به في معارج السمو والارتقاء في حياتنا..
وذلك مراد الله تعالى منا تجاه كتابه العزيز وكل آياته المبثوثة في الكون والانسان والحياة.
وهنا لنا وقفة مع آيتين في سورة ال عمران
الاولى:(وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) 146
الثانية: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) 147
وهما تتحدثان عن الصبر رغم الابتلاء وعن الطاعة لله ورسوله رغم الجراح وعن الثبات عن المبدأ رغم الألم وعن اتهام المؤمنون انفسهم بالتقصير رغم ماقدموه من دماء وارواح والدعاء بالمغفرة من الذنوب وتثبيت الاقدام والنصر على الاعداء واتهام انفسهم بالتقصير ولم يمنوا على الله بانهم قاتلوا وقتل منهم وجرح اخرون وبذلوا جهدهم بل لاموا انفسهم.
والنتيجة :(فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين) 148
وهنا يتضح بان الله اوجب على المؤمنين العمل لله حتى اخر العمر والجهاد في سبيله دون ان ينتظرون النصر لانه ليس من مهتهم فقد يموتون قبل ان يروا النصر فالمهم هو العمل والاخلاص لله ورسوله والنتائج ليس من شانهم..
وحوادث التاريخ الاسلامي تثبت ذلك فقد ماتت سمية ام عمار ومات زوجها ومات حمزة ابن عبد المطلب وغيرهم من المسلمين قبل ان يروا انتصار الاسلام ولكنهم ماتوا على طريق النصر وذلك هو المطلوب من المؤمنون
وليس المطلوب ان تنتصر على الاعداء في المواجهات العسكرية..
فقد تهزم في المواجهة وتلك مشيئة الله تعالى وحكمته في خلقه لكن الاهم هو إخلاصك لله وسيرك على جادة الطريق الى الله.
فقد هزم رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة احد وهو اعز على الله منا ولكن الله له حكمته في ذلك.
اذن العمل والاخلاص فيه هو المطلوب والنتائج على الله تعالى.