ما تأثير الانتخابات الأمريكية على النفوذ الصيني في الشرق الأوسط؟
ذهب تقرير لصحيفة "المونيتور" البريطانية إلى أن نفوذ الصين في الشرق الأوسط غير مقيد، ولن يتأثر سواء كان أي من كامالا هاريس أو دونالد ترامب، الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
من الناحية النظرية، قد تُفضل بكين القدرة على التنبؤ بشخصية هاريس على عدم اليقين بشأن ترامب، ولكن من الناحية العملية، كان أداء الصين جيدًا للغاية في الشرق الأوسط خلال رئاسة ترامب، ونجحت في التغلب على التحديات في ظل إدارة بايدن وهاريس.
وبحسب الصحيفة، سيشهد يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني نهاية السباق الرئاسي، إذ إن استطلاعات الرأي متعادلة بشكل أساس، وسينتهي الأمر بالناخبين في 7 ولايات متأرجحة إلى تحديد الفائز.
وفي حين أن الصين لا تُعد قضية مركزية في الحملة الانتخابية، لكن المشاعر المعادية للصين يستخدمها فريق ترامب في الإعلانات في ميشيغان وبنسلفانيا.
وعلى نطاق أوسع، "لا يُشكل ترامب ولا هاريس تهديداً لمصالح الصين المتوسعة في الشرق الأوسط".
وأشارت الصحيفة إلى أن "رئاسة ترامب اتخذت موقفًا عدائيًا تجاه الصين اقتصاديًا وسياسيًا، فقد أطلق الرئيس السابق ترامب حربًا تجارية واتخذ خطوات للحد من وصول الصين إلى التكنولوجيا الأمريكية، خاصة في مجالات مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات".
وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط بشكل خاص، شجعت سياسات ترامب الصين، إذ أدى خروجه من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018 إلى تعزيز أعمال الصين مع إيران واعتماد طهران عليها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في عهد ترامب ازدادت التبادلات التجارية بين الصين ودول المنطقة.
في المقابل، لم تقم نائبة الرئيس بزيارة رسمية للصين في السنوات الأربع الماضية، وكانت سياسات إدارة بايدن امتدادًا لسياسات ترامب عندما يتعلق الأمر بالقيود التكنولوجية وتمكين قطاع تصنيع الرقائق الدقيقة في الولايات المتحدة.
يُضاف إلى ذلك أن فشل إدارة بايدن وهاريس في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة كان سبباً بمنح الصين أكبر قفزة دعائية لها في العالم العربي.
وأظهر استطلاع "الباروميتر العربي"، الذي أجري في 2023-2024 في 5 دول، أن شعبية الصين آخذة في الارتفاع، في حين عانت صورة الولايات المتحدة من تراجع حاد.
وواصلت تجارة الصين نموها مع الدول العربية، لتصل إلى 120 مليار دولار في عام 2023.
وذكرت الصحيفة أن الصين خلقت مجال نفوذ في الشرق الأوسط كان قادرًا على الازدهار والتكيف مع الإدارات الديمقراطية والجمهورية.
علاوة على أن الشرق الأوسط لطالما ابتعد أيضًا عن النفوذ الأمريكي عندما يتعلق الأمر بالجغرافيا السياسية والتجارة والاقتصاد.
وعلى الرغم من أن العلاقات الأمريكية مع بكين قد تتغير بعد انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، رجحت الصحيفة أن تحافظ الصين على توازن نفوذها في الشرق الأوسط كائنًا من كان ساكن البيت الأبيض الجديد.
وكالات