ركود اقتصادي وارتفاع أسعار الأضاحي والملابس كابوس يورق اليمنيين.. (تقرير)
أبين الآن / تقرير/معاذ يوسف:
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد الاسواق هذه الايام ازدحام غير مسبوق، في اليمن خاصة اسواق بيع المواشي، ومحلات الملابس وهناك إقبالا كبيراً من المواطنين اليمنيين، لشراء متطلبات واحتياجات العيد، لكن في المقابل، باتت اسعارها المرتفعة جدا كابوساً يورق المواطن.
“ارتفاع جنوني في أسعار المواشي”
شهدت أسواق بيع المواشي ارتفاع جنوني لاسعارها، الأمر الذي تسبب في عزوف الكثيرين من المواطنين اليمنيين عن شراء أضاحي العيد واللجوء إلى الشراكة، أي شراء كبش أو ماعز بسعر معقول، ويتم تقاسمها، بين عدد من المواطنين، في يوم العيد، وذلك نظراً لعدم القدرة الشرائية،و نتيجة إرتفاع أسعارها، وفي ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، و المتردية، أصبحت اسعار المواشي لا تناسب الأغلبية من الأسر اليمنية، التي طحنها الفقر والغلاء الفاحش، ونخر الجوع أجسادهم، وهناك الكثيرين غير قادرين على شراء أضاحي العيد، خاصة الموظفون المتقاعدين الذين يتقاضون أجور مرتباتهم من 25 الف ريال يمني، وأيضاً المعلمين الذين يتقاضون مرتبات مابين 50 الى 60 الف ريال يمني، هذا الى جانب آخر العاملين الكادحين الذي، يعملون بالأجر اليومي، و يفترشون الأرض باحثين عن أي عمل يسدو به جوع أطفالهم.
“الأسعار تترواح بين 180 و 200 وأكثر للأضحية الواحدة”
وفي جولة قمت بها إلى أسواق المواشي في مناطق مديرية المضاربة والعارة بمحافظة لحج، جنوب اليمن، والتي تشهد هذي الأيام ازدحام كبيراً، إقبالا للشراء والبيع، للمواشي، وأثناء جولة تحقق من الأسعار، والأسباب التي أدت إلى ارتفاعها، حيث التقيت مواطنين قدموا لشراء أضحية العيد، وتحدثوا قائلين: أن أسعار إرتفاع المواشي في ظل الظروف الراهنة، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، بات يرهق كأهل المواطن، الذي لا يملك قيمة شراء أضاحي العيد، ناهيك عن مستلزمات العيد من ملابس الاطفال والهدايا…الخ كل هذه في وقت، أصبحت فيه مرتباتهم لا تفي بالغرض، ولا وزارات الدولة، تقدم للموظفين أضاحي العيد بالتقسيط.
ويقول المواطن سالم علي والذي جاء إلى السوق لجلب كبش، ويريد بيعه بثمن مرتفع، حيث قطع اخر سعر وهو مبلغ 200 الف ريال، وعن أسباب سعره المرتفع، يوكد لي قائلاً أن: أسعار إرتفاع المواشي، أسبابها في شراء الاعلاف، بسعر غالي، ومراحل التربية،..الخ
وربط ذلك إلى ارتفاع أسعار المواشي، حسب قوله ،وخلال جولتي الى أسواق المواشي، فقط ظهرت لي خلاصة الاسعار المواشي ، أن اسعارها باتت تترواح وهي مابين 180 وهو أقل سعر، و200، وأكثر من ذلك، فيما هناك أسعار أقل من منها، لكنها تعود إلى نوعية الماشية، وهو ما يعرفها مرتدو السوق.
تجار المواشي يستغلون عيد الاضحى”
يقول المواطنين في بعض محافظات اليمن، أن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، أصبح تجار المواشي، يستغلون هذه الفرصة، ويقومون بشراء المواشي من المناطق الريفية، بأسعار تنافسية، وتصديرها إلى المدن، ليتم بيعها بالسوق، بسعر باهظة الثمن، الأمر الذي أدى الى عزوف اعداد كبيرة من المواطنين ، عن الشراء،بسبب استغلال رفع أسعارها، مستغلين بذلك عيد الأضحى، والذي يضطر فيها المواطنين لشراء أضحية العيد، وهي مناسبة فرض على كل المسلمين في العالم، للتضحية.
” تراجع القدرة الشرائية للمواطنين على محلات الملابس ”
شهدت اسواق العاصمة المؤقتة عدن، خاصة محلات الملابس ارتفاعاً غير مسبوق، مع اقتراب العيد، مع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، الذي لم يعد يستطيعون شراء ملابس العيد للأطفال ، في ظل إرتفاع الأسعار بشكل جنوني، مما يزيد أعباء ثقيلة على كأهل المواطنين الذين، يعيشون في أسوأ أوضاع اقتصادية و معيشية، نتيجة تدهور العملة المحلية، وحرب اقتصادية ومصرفية، وانقسام في سعر الصرف والعملة، وكل ذلك يتحمل تداعياتها المواطن اليمني المغلوب على أمره،.
وتقول الطالبة الجامعية اسماء عوض، ان متطلبات واحتياجات العيد من ملابس و أضحية وهدايا، باتت اسعارها مرتفعة جداً، فيما المواطن لا يستطيع توفير حتى ابسط الاشياء، في ظل الوضع المعيشي، وتدني أجور المرتبات، مع ارتفاع جنوني في الأسعار، ويعود ذلك الى انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، في ظل عدم وجود أي حلول للوضع الاقتصادى المنهار، طيلة تسع سنوات من الحرب، رغم تواجد الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن.
“موجة الغلاء الفاحش تفسد فرحة المواطنين بقدوم العيد”
ويعد ارتفاع الملابس في هذي الأيام مع اقتراب. العيد، ويسارع التجار آلى رفع قيمة البيع، أضعاف الايام الآخر، فيما يعد هناك من المواطنين، يفكر بالملابس، أو الذهاب الى الاسواق، ويفضلون المكوث في منازلهم، هكذا هو حال المواطن اليمني المقهور، من عبث الحرب، والأزمات الاقتصادية التي تفتك به يوما بعد آخر.
ويقول مواطنين أن قدوم العيد، بات يشغل همومهم، ولا توجد ملامح فرحة العيد، في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، واستمرار الحرب وقطع الطرقات، والكهرباء والماء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، كل ذلك يشكل هموم متراكمة على الناس البسطاء الذين لا يملك أحدهم قيمة كيس دقيق، يسد به جوع أطفاله وتقول المواطنة ” ام عبدالله” من سكان مديرية الشيخ عثمان، أن الكثير من الأسر في العاصمة عدن، باتت لم تعد تهتم بشراء احتياجات ومتطلبات العيد، واختفى فرحة قدوم العيد، التي أفسدتها موجة الغلاء الفاحش، في ظل تصاعد وتيرة الاسعار وانهيار العملة، والتي تعد عذرا لاصحاب المحلات التجارية، في رفع أسعارهم، وتحمل المواطنين تباعات تدهور العملة.
فيما يقول أحد بائعي محلات الملابس، في مديرية الشيخ عثمان بعدن، أن القدرة الشرائية للمواطنين تراجعت كثيرا، وبات محلات بيع الملابس، تشهد إقبالا من قبل الشباب الذين يتقاضون مرتبات من التحالف، بالريال السعودي، فيما المواطنين الاخرين، لا يأتون للمحلات التجارية، وليس لديهم القدرة على شراء ملابس العيد، نظرا لتدني مرتباتهم التي لا تعادل قيمة كيس دقيق حد قوله.
وتزداد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة من تفاقم معاناة المواطنين اليمنيين، تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى، وأصبحت كابوس يورق حياتهم ويفسد عليها فرحة العيد.