نداء لأبناء قبائل الصبيحة الوفاء بالعهد والتمسك بميثاق الشرف

أن الشريعة الإسلامية اوجبت الوفاء بالوعـد والعهــــد ونجد ان كلاً منهما إخبارٌ بأمرٍ جزم المُخبر بأن يفعله ، على اعتبارهما من اسباب لمحبة الله لقول الله عز وجل( فَمَا استَقاموا لَكُم فَاستَقيموا لَهُم إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ المُتَّقينَ) ، ومن هنا نجد أن العبد الذي يتقي الله يكون محبوباً عند الله ، ولقد شارك جميع مشائخ ووجهاء الصبيحة في ميثاق الشرف {العهد القبلي} بالتوقيع علية من قبل جميع رجال قبائل الصبيحة بردم الثأرات وتحميل من يرتكب سفك الدماء المسؤولية الشخصية فيما ارتكبة من جرم محرم شرعاً وقانوناً ، ولقد كان للصبيح الشرف بتشريف هذا العهد القبلي بالتوقيع على ميثاق الشرف ، وإذ نذكر الجميع بقول الله تعالى ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)، وبهذا فأن الوفاء بالوعد والعهد هو أساس بناء الثقة بين الناس واحد اسباب حدوث الأمن في الدنيا وصيانة الدماء بين الأخوة ، وهذا ماقد اقر به رجال قبائل الصبيحة بوثيقة العهد التزاماً بقول الله (وَالْمُـــوفُونَ بِعَهْـــدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُــونَ).

لقد استبشر أبناء الصبيحة بميثاق الشرف القبلي بطي صفحة الثأرات والبدأ بصفحة جديدة بعنوان السلام والمحبة الأخوية المتبادل بين جميع القبائل، وكانوا الصبيحة محط انظار الجميع داخل الوطن وخارجة بصناعة تاريخهم الجديد والمجيد ، إلّا ان يبدو هذا المنجز لم يعجب أعداء الوطن وتضايقوا من اعتصام الصبيحة بحبل الله ولملمة الشمل على طاعة الله ، فبــــدأت تظهر بعض الأشخاص المأزومة بالسعي لهدم وثيقة العهد من خلال التقطعات ونصب الكمائن وسفك الدماء ، ومن المؤسف أن يكون ذلك من بعض افراد بعض القبائل  المجيدة ، فيظهر منها اشخاص يرتكبون العيب الأسود ليس فقط بحق القبيلة وانما بالصبيحة كاملاً ، ونحب أن نقول لهؤلاء بقول الله ، (وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ، كما توجد ايات قرآنية عديدة تنفي الايمان عن قلوب الناقضين عهدهم ، على اعتبار نقض العهد من سوء سلوك الاشخاص وعدم الاخلاق ، فنجد الله تعالى يلعنهـم بحد قوله ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُـمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) ، وهو حكم شرعي عظيم يترتب عنه جعل قلـوبهم غليظة ولا تؤثر فيهم اي موعظة ، واكبر من ذلك الطرد من رحمة الله ، ولهذا شدد الله على أهمية الوفاء بالعهـد حيث قال:
 (وَأَوفوا بِالعَهدِ إِنَّ العَهـدَ كانَ مَسئولاً)، كما نجد بالحديث عن الرسول صل الله علية وسلم:
[مَن كانَ بينَهُ وبين قَومٍ عهـدٌ فـلا يَحُـلَّنَّ عهداً، ولا يَشُدَّنَّهُم حتَّى يمضي أمدُه أو يَنبِذَ إليهم على سواءٍ].

كما أن الغدر والخيانة لا يقـوم بهما غير المنافـقين والله يكون خصـيمهم يوم القيامة لأنهم حلفـوا بأسم الله وعاهـدوا بأسمه ثم نقضوا العهد بطريق الغدر والخيانة ، والرسول صل الله علية وسلم، تبــرأ من أهـل الغدر والخيانة ، كما ورد عن الرسول صل الله علية وسلم:
أربــــع من كُنَّ فيه كان منافقاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ، (إذا أؤْتُمِنَ خان وإذا حََّثَ كَذَبَ ، وإذا عَاهَدَ غَدَرَ ، وإذا خَاثَمَ فَجَر).
ومن هـذا المنطلـق إذ نوجه دعوة إلى بعض الأخـوة أفراد القبائل بتقـوى الله وعدم نقض الوعـد والعهد التزاماً بتعاليم الدين الإسـلامي وكذا بوثيقة العهـــد بعـدم سفك الـــدماء.

وفي الختام نذكر انفسنا واخوتنا  وبشكل عام جميع الأخوة بماجاء بالحديت الذي ورد عن الألباني حول حديث ابن عمر قال:
رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، وهو يقـول:
[ ما أطـيبك ، وأطيب ريحك ما أعـظمك، وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده، لحـرمة المؤمن أعظم عند الله حـرمة منك ، مـاله ، ودمه]. أخرجه ابن ماجه.
والحمد لله رب العالمين