معاناة الجرحى المعاقين في ظل غياب الدعم الكافي
(أبين الآن) كتب / موسى المليكي
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الجرحى والمعاقون، نواجه مواقف تعكس حجم المعاناة التي يمر بها هؤلاء الأبطال الذين قدموا تضحيات عظيمة من أجل الوطن. أحد هذه المواقف المؤلمة كان ما شاهده الجميع اليوم، حين تم سحب أحد الجرحى المعاقين في عربة يدوية، بدلًا من أن يكون لديه الدعم المناسب في التنقل باستخدام عربة كهربائية، وهو ما يزيد من معاناته بشكل غير إنساني.
أصبح الجريح المعاق، الذي يعاني من إصابة جعلته مقعدًا، هو بحاجة ماسة إلى الرعاية والتسهيلات التي تضمن له حياة أكثر سهولة وتخفف من آلامه اليومية. لو كانت العربة كهربائية متوفرة له، لما اضطر إلى معاناة إضافية، حيث كانت العربة ستساعده في التنقل بسهولة أكبر وبدون الحاجة إلى من يسحبه، وهو ما لا يليق به كمريض يستحق كل احترام وراحة ولكن للأسف، وجدو أنفسهم أمام واقع قاسٍ حيث كان الجريح يضطر إلى سحب عربته العادية على أيدي الآخرين، في مشهد يعكس الافتقار إلى أبسط وسائل الراحة والدعم.
هذه الحالة تثير العديد من التساؤلات، وتستدعي منا جميعًا الوقوف عند مسؤولياتنا. إن هذا المشهد، الذي يعكس معاناة جريح يعاني بالفعل من أضرار جسدية ونفسية، هل هو مقبول في ظل الظروف الحالية؟ هل يرضي القيادة العسكرية، التي لا تتوانى عن دعم الجرحى وأسرهم في كل مكان، أن يرى أحد جنودها - الذي بذل روحه من أجل الوطن - في هذا الوضع المؤلم؟
إن الجريح المعاق لا يحتاج فقط إلى العلاج الطبي، بل إلى الراحة الكافية والأدوات التي تساعده على تجاوز معاناته اليومية. العربة الكهربائية ليست رفاهية، بل هي ضرورة ملحة بالنسبة لهؤلاء الجرحى. وهي جزء من أبسط حقوقهم التي يجب أن تكفلها الدولة لمساعدتهم على التكيف مع حياتهم الجديدة بعد الإصابة، وتقليل الألم النفسي والجسدي الذي يعانون منه.
وناشد الجرحى المعاقين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة و قيادة الجيش الوطني وكل المعنيين بالأمر أن يولوا اهتمامًا أكبر بهذه القضايا الإنسانية. على الحكومة والجهات العسكرية والطبية توفير الإمكانيات التي تضمن للجرحى حياة كريمة، وألا نتركهم في هذا الوضع الصعب الذي يعكس نقصًا في الرعاية والدعم اللازم لهم. نحن لا نتحدث عن ترف أو رفاهية، بل عن الحد الأدنى من العناية التي تليق بتضحياتهم وألمهم. إن الجرحى، وخاصة المعاقين منهم، يجب أن يكونوا في صميم اهتمامنا، وأن نعمل على توفير جميع الإمكانيات التي تضمن لهم حياة أفضل.
في النهاية، نأمل أن تكون هذه الكلمات دافعًا لتحرك عاجل نحو تحسين أوضاع الجرحى والمعاقين، وتوفير المعدات والوسائل اللازمة التي تليق بحجم تضحياتهم. فمتى كانت كرامة الجريح، التي تعد جزءًا من كرامة الوطن، مطلبًا يمكن التنازل عنه.