صورة سودواية لزمن ترامب، برؤية خبيرة إسرائيلية..
(أبين الآن)كتب / الزعاترة
"على الطريق السريع المؤدي إلى الجحيم.. من المتوقع أن يسير الدكتاتور ترامب في مسار واحد".
بالعنوان أعلاه كتبت أمس عينات هوخبيرغ مروم، وهي بتعريف الصحيفة (معاريف) "خبيرة في الجغرافيا السياسية والأزمات الدولية والإرهاب العالمي".
مما ورد في مقالها:
"أعلنت العديد من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع أن الانتخابات الأمريكية تشكل حدثا حاسما من شأنه تغيير عالمنا إلى الأبد.
بالفعل، ستؤثر هذه الانتخابات على السياسة الداخلية، والاقتصاد، والضرائب، والتجارة الخارجية، والهجرة، والمناخ، والطاقة الخضراء.
كما أن لها تأثيرات ضخمة على النظام العالمي، والأمن الدولي، والنمو الاقتصادي، والطاقة، والمجال الجيوسياسي والأمني، خصوصا في ظل التغيّرات والأزمات العالمية المتصاعدة.
"بعيدا عن كل انتخابات منذ عام 1945، تأتي هذه الانتخابات في وقت حرج للولايات المتحدة، التي تتورّط بشكل عميق في حربيْن وأزمات إقليمية كبرى، وتعيش أسوأ لحظاتها، حيث تعاني من أزمة ثقة وحُكم عميقة تزيد من الانقسام المجتمعي وتكشف عن ضعف المؤسسة الأمريكية. يزداد الخطر مع سيطرة كاملة لترامب على البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب، مما قد يؤدّي إلى انهيار أنظمة الحكم وتحطيم الاقتصاد الأقوى والأكثر استقرارا في العالم".
"فوز ترامب، الذي ادّعى أن انتخابات 2020 "سُرقت منه" ويمتاز بمواقفه العدوانية وسياسة خارجية غير متوقّعة تهدف إلى "إعادة أمريكا إلى عظمتها"، قد يؤدّي إلى إضعاف مكانة الولايات المتحدة ودورها العالمي".
"يُظهر نهج ترامب العدواني، الذي يفتقر إلى اللياقة السياسية، خطرا على الديمقراطية والمؤسسات الدولية، في حين يعزّز الأنظمة والقادة الاستبداديين حول العالم، مما سيضرّ بمكانة الغرب العالمية.
خصوصا مع تصريحاته بالانسحاب من حلف الناتو ومنظمات دولية أخرى، مثل منظمة التجارة العالمية، واليونسكو، والشراكة عبر المحيط الهادئ.
هذه الخطوات يمكن أن تؤثر على العلاقات الدولية وتوازن القوى العالمي، خاصة في أوروبا.
كما أن سياساته الاقتصادية المتعلقة بفرض ضريبة جمركية شاملة بنسبة 20% على الواردات، مثل 25% على الصلب و10% على الألومنيوم، قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف التجارة وتقييد الوصول إلى السوق الأمريكية، وتضرّ بسلاسل التوريد، وتبطّئ النمو العالمي بشكل ملحوظ".
"يتوقّع أن يُواصل الضغط على الصين في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدّمة، مع التوترات المستمرة حول تايوان وتحوّل ميزان القوى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لصالح الصين".
"فيما يتعلق بالشرق الأوسط، من غير المرجّح أن يُغيّر ترامب سياسته الأمريكية بشكل جذري ويتخلّى عن دعم إسرائيل.
بل من المتوقّع أن يواجه تحدّيات إقليمية كبيرة تتطلّب تخطيطا استراتيجيا، مثل كبح إيران وبرنامجها النووي، وحلّ النزاع معها، ومعالجة الأزمة في غزة، بما في ذلك استعادة الرهائن من حماس، ووضع آليات لإعادة إعمار غزة وتحقيق حلّ للدولة الفلسطينية".
على الصعيد العالمي، يُعتبر فوز ترامب حدثا دراميا من شأنه تغيير "النظام العالمي"، ويتوقّع أن يؤدّي إلى تغييرات كبيرة في السياسة الدولية.
تصريحاته حول "عدم بدء الحروب، بل إنهائها" تستدعي الحذر، لأن إفراطه في القوة قد يعيق قدرته على اتخاذ قرارات عقلانية في مواجهة الواقع الفوضوي الذي نعيشه.
هذا الرئيس، الذي يعاني من اضطرابات شخصية وسلوك يشبه الدكتاتور المتعطّش للسلطة، والمتعاون مع قادة مثل بوتين وكيم جونغ أون وفيكتور أوربان، من المحتمل أن يسلك مسارا وحيدا..
مسارا تدميريا وقاتلا يؤدّي إلى انهيار الديمقراطية الأمريكية كـ(قطار سريع نحو الجحيم)".
(انتهى).
لا تعليق على ذلك كله سوى إعادة التذكير بأننا إزاء كائن لا يمكن توقّع مواقفه وردود أفعاله، في ذات الوقت الذي لا تضبطه "الدولة العميقة" على نحو ما هو مُتعارف عليه في دوائر السياسة الأمريكية، والغربية عموما. لذلك سيبقى العالم مشغولا بمراقبته، خصوصا وأن المخاض الأمريكي الداخلي والعالمي والإقليمي ليس مسبوقا منذ عقود طويلة.
الزعاترة