بين عصا محمد سلطان وعصا عبده الأعرج وعصا الرئيس ترامب

التقيته من أسابيع يحمل عصا بيضاء جاء لزيارتي لفتح فصول دراسية في محو الأمية فوافقت، وهو ماتم له من أيام الحمد لله

اكراما لفئة مكافحة لا تعرف اليأس فهم رسالة أمل للمجتمع أن الارادة عنوان نجاح، سألته عن سر العصا البيضاء التي يحملها هو وزملائه باستمرار وسرها
قال هي عصا ترمز للمكفوفين تساعدهم في تدبير أمورهم وتسهم في تواصلهم مع من حولهم وعلمت منه أن هناك يوما عالميا يحتفى به (يوم العصا البيضا) 
انه الشاب المجد الجامعي محمد سلطان والشاب الآخر المتفوق رجل القانون شاكر بارحمة وهما من ذوي الهمم .

قال تعالى :( وما تلك بيمينك ياموسى قال هي عصاي اتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى)
لقد ذكرت العصا في القرآن مرات
وذكرت في أحاديث الرسول مرات 
وارتبطت تاريخيا وثقافيا بالعرب فذكرها الجاحظ وأفرد لها بابا طويلا في البيان والتبيين 
وذكرها المعري والميداني في مجمع الأمثل ولا نزال نقول إلى يومنا هذا
(العصا لمن عصى) وهو باب القصيد في مقالتي
 أو نقول :  ( امسك العصا من النص) .

تذكرت  بعد حديثي مع  ذوي الهمم 
عصا الحاج عبده الأعرج -الله يرحمه -
الفقيه في مسجد الرضا في المنصورة مدرس القرآن في المسجد ونحن أطفال، ولسعه بالعصا للطلاب أتذكر حينها لم استمر طوبلا وسحبني والدي سريعا غير مقتنع بالضرب بالعصا وكأنت عصا والدي في تربيتي نظراته فقط  -رحمة الله عليه- تربويا مهيبا .

كبرنا تذكرت العصا في ملعب الشهيد الحبيشي عصا العسكر ( البامبو ) عشرات العسكر بعصي يضبطون الافا من الجمهور بعصي فقط لا سلاح ولا رصاص عصا فقط .

كبرنا تذكرت عصا الرئيس البطل بطل الحرب والسلام الرئيس الحر محمد انور السادات وعصا المارشالية عصا الهيبة التي صنعها بيديه بعد أن اختارها بيدية من الشجر ونحتها وصبغها -لاتزال موجودة في متحفه الخاص- .

كلنا يتذكر العصا التي، يحملها خطباء المساجد في خطبة الجمعة عصا الوقار والمشيخة.
قرأت عن عصا الفتوات وحضورها القوي  تاريخيا ودلالات استخدامها ورموز استخدامها ورسائلها .

فإذا رأيت فتيانا يحملون العصيان ويتصدرون الزفة  وحملوها رأسيا عالية فهم يتحدون من تسول له نفسه اعتراض الزفة .
واذا حملوها افقية عالية فهم مسالمون يطلبون الأمان .

اما اذا استوقف موكبا ورفع عصاه مائلة فهو يطلب وقف الزفة ليرقص تحية لأهل الزفة 

واذا امسكها بكلتا يديه من الناحيتين مرفوع الرأس فاتح الصدر يعلن شجاعته مستصغرا أعدائه .
أما اذا جر عصاه وراءه ويسحبها على الأرض فهو لايريد أحد يقترب منه.

واذا كان في مجلس وسمع كلاما لم،يعجبه فينذرهم بقرع عصاه على حذائه وان كلامهم غير مقبول،
انها العصا ياسادة فأصل الحكاية عصا .

من كم يوم كنت متابعا  جيدا للانتخابات الأمريكية فأصبحت تهمني كثيرا فأميرتي الصغيرة (حفيدتي) لين عمرو 
هناك واكتشفت أيضا أن أخونا ترامب الذي نجح في الانتخابات ابن حافتنا يعني عيال حافة فهو من مواليد الشارع ذاته لميلاد حفيدتي 
وشاهدت وتابعت بعد نجاحه التهاني والمباركات من الأعداء قبل الحبايب 
( فالعصا لمن عصى )
فقد جاء فاتحا صدره رافعا عصاه 
وأي عصا رافعها هل هي 
عصا الأخ محمد سلطان البيضاء أم عصا عبده الأعرج أم عصا الفتوات 

فالعصا لها مأرب كثيرة