اليمني والمظلة والحر

في أعماق التاريخ، نشأت المظلة كرمز للحماية والأمان، تقي الإنسان من قسوة الطبيعة وتقلباتها. لم تكن مجرد واقٍ من المطر والشمس والرياح، بل كانت شاهدًا على تطور الحضارات وتنوع الثقافات. في الأزمان الغابرة، كانت تعكس السلطة والمكانة الاجتماعية، وتزين الطقوس والمراسم بحضورها الفخم.

واليوم، تتجاوز دورها التقليدي لتصبح إكسسوارًا يضفي جمالًا وأناقةً على حاملها، مع تنوع تصاميمها وألوانها الزاهية. أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عالم الأزياء والموضة، وتمتد استخداماتها لتشمل الرحلات والسياحة والأنشطة الرياضية والفنية.
في اليمن، يبدو أن المظلة لم تجد طريقها بعد إلى الاستخدام اليومي إلا في أوقات المطر، على الرغم من فوائدها العظيمة في الوقاية من حرارة الشمس اللافحة. يثير الدهشة كيف نتحمل لهيب الشمس دون اللجوء إلى هذا الحل البسيط. لماذا اقتصر استخدامها على الأمطار فقط، وكأنها لا تقي من سواها؟
حان الوقت لتغيير هذه النظرة، وليكن القادة والشخصيات البارزة في المجتمع -ذكورا وإناثا- هم القدوة في حمل المظلة كواقٍ من الشمس، لعل الناس يتبعونهم وتصبح ثقافة الحماية من الحر متأصلة فينا. وليس هذا فحسب، بل يمكن أن تتحول المظلة إلى أداة متعددة الاستخدامات، كعكاز يستند عليه الإنسان، أو عصا يدفع بها الأخطار، أو حتى كرسي صغير قابل للطي يستريح عليه المرء أثناء الانتظار أو أداء الصلاة.
لتكن المظلة رفيقة دربنا، تحمينا وتزيننا، في الشمس كما في المطر، وفي كل الأوقات والأمكنة.
ودمتم سالمين!