رسائل الاستدامة من اليمن إلى العالم في خطاب العليمي بمؤتمر المناخ.!
(أبين الآن)كتب / فايد دحان
في أروقة مؤتمر المناخ العالمي بأذربيجان، ظهر الدكتور عبدالله العليمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، ممثلاً بلداً أنهكته الحروب وتطلعاته نحو النهوض، رافعاً علم اليمن أمام العالم بكل كبرياء، ومستعرضاً التحديات البيئية العاتية التي تواجه وطنه وسط تعقيدات الحرب والأزمات.
في كلمته، اجتمع الإدراك العميق مع البيان البليغ، حيث صاغ العليمي مشهداً يتشابك فيه الواقع والأمل، كاشفاً للعالم أن أزمة اليمن ليست سياسية فقط، بل هي معركة وجودية تهدد موارده الطبيعية وبيئته.
وبصوتٍ هادئ يحمل قوة الإصرار وعبارات تنسج بحكمة السنوات، شدد العليمي على التزام اليمن بالتحول نحو الطاقة المتجددة كاستراتيجية ضرورية نحو الاستدامة، واصفاً ذلك بخطوة من طموحات وطن يحلم بتخفيف أزماته البيئية المثقلة.
أعاد العليمي في حديثه الأمل، مؤكداً أن دعم اليمن في هذا المسار لم يعد خياراً، بل هو واجب يفرضه التضامن العالمي، إذ تقع البلاد في منطقة جغرافية تكاد لا تهدأ فيها الكوارث الطبيعية، لتتضاعف معها المعاناة الإنسانية.
وعلى هامش المؤتمر، تحاور العليمي مع مسؤولين من مختلف الدول حول آفاق بناء شراكات دولية لتعزيز الطاقة النظيفة في اليمن، منطلقاً من إيمانه بأن تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا هو الجسر الذي قد يحمل بلاده نحو مستقبل أقل قسوة وأقرب إلى الأمان.
لم تكن كلماته خطاباً رسمياً فحسب، جاءت مشحونة بروح المسؤولية، ناقلة هموم بلد ينزف تحت وطأة النزاعات، ويدفع ثمناً باهظاً من استقراره البيئي والاقتصادي.
في لقاءاته مع ممثلي الدول، تحدث العليمي عن قضية الأمن المائي كأحد أعمدة البقاء، مشيراً إلى شحّ المياه الذي يهدد كل بيت وكل إنسان في اليمن، ليؤكد أن إدارة الموارد المائية ليست مجرد أولوية، بل رؤية إستراتيجية تتطلب استثمارات كبيرة لخلق بنية صلبة تدعم بقاء الإنسان وأمنه.
في كل لحظة من مشاركته، حمل العليمي على عاتقه تمثيل اليمن بصدق وإخلاص، مخاطباً العالم ليس فقط كحكومي، بل كصوت لكل مواطن يأمل بمستقبل أفضل.
أرسل رسالة واضحة للعالم أن اليمن لا يسعى فقط للتكيف مع تغيرات المناخ، بل يعمل لتأسيس بيئة داخلية تتيح له التجدد من خلال استثمارات مستدامة في الطاقة والزراعة والمياه، بهذا، أطلق العليمي دعوة توحد الجميع أمام التحديات المناخية، داعياً إلى إعلاء قيم التعاون.
هكذا، ظهر العليمي في هذا الحدث العالمي كقائد جدير بالثقة، يمتلك رؤى طموحة لمستقبل وطن ينهض من تحت رماد المعاناة، لقد عبّر لا عن تطلعات حكومة، بل عن أحلام شعب يبحث عن غدٍ آمن، لوطن يستحق السلام والاستقرار.