العادات والتقاليد التي تحد من تمكين المرأة بحاجة لتمكين المرأة لمواجهتها

في العديد من المجتمعات، ما زالت العادات والتقاليد تلعب دورًا محوريًا في تشكيل حياة الأفراد وتحديد أدوارهم. وبينما قد تعزز بعض التقاليد القيم الإيجابية، توجد أخرى تحدّ من تمكين المرأة، مما يعيق مشاركتها الفاعلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. تتطلب مواجهة هذه العادات تمكينًا حقيقيًا وشاملًا للمرأة على المستويات كافة.

بعض التقاليد تعتمد على نظرة محدودة لدور المرأة، تقيدها ضمن أدوار نمطية كالاهتمام بالمنزل والأطفال، بينما يُعتبر العمل والتعليم أولوية للرجال. هذه النظرة تُقصي المرأة عن تحقيق إمكاناتها الكاملة، وتُحرم المجتمعات من مساهماتها الفاعلة.

ففي بعض الثقافات، يُمنع الفتيات من استكمال التعليم العالي بحجة أنهن غير محتاجات إليه، كما يُفرض على الفتيات أحيانًا الزواج في سن صغيرة، مما يحدّ من فرصهن التعليمية والمهنية، وتواجه النساء تمييزًا واضحًا في الوصول إلى الوظائف القيادية أو المجالات التي يُعتبر أنها "حكر على الرجال".

ولتحقيق تغيير جذري، لا بد من تمكين المرأة لتصبح قادرة على مواجهة العادات والتقاليد المقيدة بنفسها.

يتمثل التمكين في تعزيز الوعي، وبناء القدرات، ودعم الفرص، وهو يبدأ من التعليم ويمتد إلى كل مجالات الحياة، فالتعليم هو السلاح الأول لمواجهة الأعراف المقيدة، إذ يزود المرأة بالمعرفة والقدرة على التفكير النقدي، مما يجعلها أكثر قدرة على رفض العادات السلبية وتبني الإيجابية.

كما يحتاج المجتمع بأسره إلى إدراك أن تمكين المرأة ليس تهديدًا، بل هو عنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، عبر توفير فرص عمل متساوية وتعزيز ريادة الأعمال النسائية، تستطيع المرأة تحقيق الاستقلال المالي، مما يساعدها على مقاومة القيود التقليدية.

تُعد المشاركة السياسية للمرأة أمرًا ضروريًا لتغيير القوانين والسياسات التي تعزز المساواة وتحمي حقوق المرأة، وبتمكين المرأة، تصبح قادرة على قيادة التغيير داخل مجتمعها. يمكنها أن تكون نموذجًا يُحتذى به للفتيات، وأن تعمل على نشر ثقافة جديدة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل. إن النساء اللواتي يتولين المناصب القيادية يُثبتن باستمرار قدرتهن على تحدي الأعراف البالية وتقديم حلول مبتكرة تخدم الجميع.

لا يمكن القضاء على العادات والتقاليد التي تحد من تمكين المرأة إلا من خلال تمكين المرأة ذاتها. إن تمكينها يخلق دورة إيجابية تُحررها من القيود، وتُمكّنها من أن تكون فاعلة في تغيير مجتمعاتها. إن تمكين المرأة ليس مجرد حق إنساني، بل هو استثمار في مستقبل أفضل للمجتمعات كافة.