يبدو..
يبدو ان أمة العرب يعيشون أسوأ مرحلة تأريخية من الإنتكاسة والإنقسام والذل والهوان..
كما يبدو.. انهم يعيشون اليوم ما بين خوف ورجاء، الخوف من ان تطالهم شرور اعدائهم فـ يفيفتكون بهم ويبيدونهم، بالرغم عن تقديمهم الولاء والطاعة،وبرغم تخليهم عن اخوانهم في غزة ثم في لبنان وسوريا بعد ان تركوهم فريسة للاحتلال الاسرائيلي، بل زادوا على ذلك إظهار تأييدهم للعدو وتبريرهم للقتل الحاصل على الضعفاء والابرياء..
يبدو.. انهم يفعلون ذلك على أمل ورجاء أن لمواقفهم تلك حضوة وتقدير تمنحهم النجاة من شر عدوهم مستقبلا..
ألآ يبدو.. وكأنهم أشبه بقفص مملؤ بالدجاج وكلما فتح بابه الجزار ليختار احداها للذبح حاولت كل واحدة منهن التملص والهرب من قبضة جلادها،وفي آخر النهار يصبح القفص خاليا عن بكرة أبيه ولا تسمع فيه صوت قييييق.. مع احترامنا الشديد للدجاج لأن الله لم يكرمها بالعقل والتفكير، كما اكرم عباده بنو البشر..
حقيقة يبدو... أن واقع الحال الذي عم حكام وشعوب العرب أشبه بالسكرة والعمي واللامبالاة بما يحصل للآخر بجواره كل ذلك حبا وتعلقا في الحياة، وطلبا للبقاء لمدة أطول،حتى وان كان ذلك على حساب كرامتهم وإذلالهم وهوانهم.
سوف يلهيهم هذا الأمل اكثر واكثر حتى يتلقون صفعة يصحون بعدها جميعا،انهم ينتظرون فقط الى حين يقتلون ويشردون، يبدو انهم بحاجة الى ذلك لكي يفيقوا من غفلتهم، ويعودوا الى رشدهم،انهم بحاجة للوصول الى مرحلة يحزنون على فراق احبائهم وتدمير أوطانهم امام اعينهنم عندها يضحون احياء وهم أموات، حينها يشاهدون أشلاء أجساد اطفالهم ممزقة وصرخات ما تبقوا منهم جوعا ومرضا ورعبا، عند تلك النقطة بالتحديد لن يعود لديهم اي حب ومعنى للحياة،بل سيطلبون الموت انتقاما لأنفسهم وانتصارا لكرامتهم،وقتئذٍ سوف ينهضون من جديد ويقاتلون عدوهم بشجاعة وعزيمة كتفا بكتف وعلى قلب رجلا واحد حتى ينالوا الشهادة او النصر..
وهذا ما يبدو لي.