سد حسان في ميزان الحقيقة

بقلم: الدكتور فوزي النخعي 


إنطلاقا" من الدعوة التي أطلقها مدير إعلام أبين الدكتور ياسر باعزب بشٱن التكاتف لٱجل إنجاز مشروع سد حسان والذي يُعد  من أبرز المشاريع التنموية التي تشهدها محافظة أبين في السنوات الأخيرة، هذا المشروع الذي طال انتظاره، يحمل وعودًا بتحسين الوضع المائي والزراعي، ويمثل بصيص أمل للأبناء أبين، والذين عانوا لسنوات من نقص المياه، على الرغم من تكرار السيول والفيضانات، ولكن مع ذلك لم يسلم المشروع من الجدل والشائعات التي أثيرت حول جدواه وجودة تنفيذه.

وقبل ذلك اطرح بين يدي القارئ الحصيف، والناقد الأمين هذا السؤال:  ما هي أهمية وقيمة هذا المشروع بالنسبة لأبين وأبنائها؟
سد حسان ليس مجرد سد تقليدي؛ فهو مصمم ليكون نقلة نوعية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ويهدف السد إلى:
1. تخزين مياه السيول للاستفادة منها في الري وتحسين الإنتاج الزراعي في المناطق المحيطة.
2. تقليل مخاطر الفيضانات التي تشكل تهديدًا مستمرًا للقرى والأراضي الزراعية، وعدم الاستفادة منها وتذهب إلى البحر.
3. تعزيز الأمن الغذائي عبر توفير مياه مستدامة للزراعة، مما يدعم المزارعين، ويسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي.
4. توفير فرص عمل من خلال أنشطة البناء والإدارة المرتبطة بالسد والمشاريع الزراعية التي تعتمد عليه.

رغم كل هذه الفوائد، وهذه الأهمية الواضحة، فإن المشروع لم يخلُ من الانتقادات، وبينما يرحب الكثيرون بالمشروع، ظهرت تساؤلات وشائعات أثارت جدلاً واسعًا، أبرزها:
1. تشكيك في جودة البناء هناك من يدعي أن السد قد يعاني من مشاكل في التصميم أو التنفيذ، مما قد يؤثر على كفاءته أو سلامته.
2. مخاوف بيئية يرى البعض أن بناء السد قد يؤثر سلبًا على النظام البيئي المحيط، مثل جفاف مناطق معينة أو الإضرار بالكائنات الحية.
3. شائعات عن الفساد تداولت أخبار غير مؤكدة عن وجود فساد مالي وإداري في تنفيذ المشروع، مما قد يهدد تحقيق أهدافه.

الحقيقة بين الأرقام والمعطيات عند تحليل الوضع من منظور علمي وإداري، نجد أن المشروع يعتمد على دراسات جدوى شاملة تؤكد ضرورته وجدواه، والجهات المشرفة على المشروع أكدت التزامها بالمعايير الدولية لضمان سلامة السد واستدامة فائدته، بالنسبة للتأثير البيئي، فإنه تحدٍ تواجهه معظم مشاريع السدود حول العالم، ومع ذلك، فإن الحل يكمن في التخطيط المتوازن، الذي يأخذ في الاعتبار احتياجات البيئة والمجتمع معًا.

أما الادعاءات المتعلقة بالفساد، فهي تتطلب تحقيقًا شفافًا ودقيقًا من الجهات المعنية، والشفافية في مثل هذه المشاريع الكبرى هي المفتاح لتعزيز ثقة المجتمع وضمان نجاحها.

ومن هذه التحديات المستقبلية، التي لا يمكن إنكار أن هناك تحديات تواجه سد حسان، منها:
1. الصيانة والإدارة طويلة الأمد لضمان استمرار كفاءته.
2. إشراك المجتمع المحلي في مراقبة المشروع والتأكد من تحقيق أهدافه.
3. التعامل مع الأثر البيئي من خلال برامج إعادة التأهيل البيئي في المناطق المحيطة.

كلمة أخيرة سد حسان يُمثل أملًا حقيقيًا للتنمية في محافظة أبين، ومع ذلك، فإن نجاحه يعتمد على تخطي العقبات وتفنيد الشائعات من خلال المصداقية والعمل الجاد، وفي ميزان الحقيقة، يبقى المشروع فرصة ذهبية يجب أن تُستغل بحكمة، ليكون نموذجًا للمشاريع التنموية التي تخدم المجتمع وتحقق الاستدامة.

ودمتم سالمين