مقبل .. مؤسس الانتقالي .. وكيف سيكون الجنوب عام ٢٠٢٧م ..؟!
المغفور له بإذن الله تعالى الفقيد علي صالح عباد مقبل ، الذي ولد في قرية الدرجاج مديرية خنفر محافظة أبين عام ١٩٤٢م وتوفى يوم الجمعة الأول من مارس ٢٠١٩م ،كان يقول ويبشر ( بانبلاج فجر وضاء ، وأن هناك وطن مشرق حتما سيأتي وإن تأخر قليلا ، وما هو حاصل اليوم ليس إلا سحابة صيف ستنقشع ) ..!
# الفقيد المناضل علي صالح عباد مقبل من الرعيل الأول الذي أسهم في تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وخاض حرب التحرير جنباً الى جنب مع رفاقه المناضلين الثوار أمثال ( قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف والصديق وسالم ربيع علي ومحمد علي ( عريم ) وناصر صدح وآخرين.
ولأن الرجل عاصر حركات التحرر الوطني في الجنوب مع كل الاتجاهات السياسية التي جعلت الجنوب ملتهبا في الصراع الدائم على السلطة من بعد ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م إلى اليوم ..!
فقد ابتعد مقبل عن الصراعات التي سادت بعد كارثة ١٣ يناير ١٩٨٦م وتجاوز قبلها المرارة التي مر بها بعد كارثة إنقلاب يونيو ١٩٧٨م وبعد الوحدة ، وكان يواجه دائما جماعة المؤتمر والإصلاح اللذين شكلا ثنائيا ضد أي مشاريع أو قوانين تهدف لإنهاء الفساد والاستبداد وسيطرة القوى التقليدية المهيمنة على السلطة بعد الوحدة ( ج . ع . ي ) التي قامت بتهميش القيادات الجنوبية والإساءة إلى تجربة ثورة ١٤ أكتوبر وتدمير المكاسب الوطنية لهذه الثورة واغتيال أكثر من ( ١٥٠ ) شخصية من قيادات الاشتراكي من عام ( ٩٠ إلى ٩٤م ) ..؟
# عندما قال هذا الكلام ( كيف سيكون الجنوب عام ٢٠٢٧م ، أي بعد عشر سنوات من تشكيله ) ، قالها لانه رأى كل الاحلام التي حلم بها ذات يوم وشعر أنها تحققت في حياته ، ورأها تتبدد أمامه واحدة واحدة وتضيع أمامه سنة بعد سنة وعقد بعد عقد من الزمن ..!
كل هذه الأحلام قد سرقت أمام عينه وهي الاستقلال والدولة والأمن والإستقرار وحل محلها الحرب والخراب .. !
ومعروف عن الفقيد مقبل أنه كان من المؤسسين والمساهمين بوضع الأفكار للدولة الوليدة بعد ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) ، والحديث عنه من الصعب أن تكون عباراتنا ومفرداتنا منصفة له ، فهو تاريخ وقامة شامخة عصية على الاستسلام والانحناء ، فهو مدرسة تميزت بعشق المبادئ والقيم والطهر والنقاء .
# ومن هذه العجالة الجديدة على الرأي العام وهي أن الفقيد ( مقبل ) هو من وضع اللبنات الأولى لما سمي فيما بعد ( بالحراك السلمي الجنوبي ) الذي انطلق في السابع من يوليو ٢٠٠٧م ( ٢٠٠٧/٧/٧م ) ، ليستمر النضال إلى أن تشكل المجلس الانتقالي في الرابع من مايو ٢٠١٧م ، ليصبح الفقيد علي صالح عباد مقبل هو المؤسس الرسمي لتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وبمساعدة ودعم وقرار وتنفيذ الرئيس عبدربه منصور هادي .. ولكنه قال : كيف سيصبح الجنوب عام ٢٠٢٧م قال سيكون دولة ذات سيادة وقوة إذا هناك قيادة تتابع باعلان دولتها المستقلة دون استسلام ..؟!
# قال الفرق بين ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م والاستقلال الوطني في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م أنها ثورة ضد مستعمر أجنبي ظل رازحا في الجنوب ١٢٩ عاما ..!
أما الحراك السلمي الذي انبثق منه المجلس الانتقالي الجنوبي في الرابع من مايو ٢٠١٧م هو عبارة عن ثورة شعب يريد وطن خالي من الظلم والاستبداد والاحتلال من جديد ..!!
# لذا يرى الفقيد مقبل أن على قيادة الانتقالي أن تضع الجنوب في حدقات أعينها وتناضل من أجل الاستقلال والحرية ، فإذا انجرت وراء الاغراءات والاحلام النرجسية سيصبح الجنوب في خبر كان وسيكون مشتتا ومقسما إلى دويلات تحكم نفسها ، بل سيصبح من السهل ابتلاعه من اي مستعمر خارجي ..؟!
# وهذه نصيحة لوجه الله وضعها الفقيد مقبل لثمرة جهوده التي وضع لبناتها بتأسيس الحراك الجنوبي السلمي .
والله ولي التوفيق .