المسؤولون اليمنيون.. والقناعة القسرية.!!

في كل بلدان العالم تضمن الدولة توفير الخدمات العامة للشعب من الضرائب التي يدفعها وتوفر له حياة كريمة تليق بإنسانيته حتى تعينه على تنفيذ واجباته تجاه البلد. 

لكن في اليمن، تغيرت المعادلة وأصبح المواطن هو من يدفع ثمن راحة المسؤولين ومعيشتهم الباذخة على حساب فقره وجوعه وإهدار كرامته وتضييق معيشته حتى أصبح الشعب، يعيش معيشة ضنكا.
مارس المسؤولون اليمنيون سياسة الإقناع القسري على الشعب اليمني كله وتدرجوا به من مرحلة إلى أخرى حتى أوصلوه إلى حافة القبر. 

كان التطبيب مجانياً ثم نقلوه إلى مدفوع الثمن فأوصلوا الناس إلى قناعة بأن العلاج بفلوس ومات بعض الفقراء بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف العمليات الجراحية. 
وكان التعليم مجانياً فأصبح بفلوس ولا يستطيع الطلاب الدراسة إلا بدفع الثمن سواء في المدارس الخاصة أو الرسوم المتنوعة من الابتدائية إلى الجامعة. 
فتراجع التعليم وعجز الفقراء عن تعليم أبنائهم لضيق ذات اليد وأوصلوا المواطن إلى قناعة قسرية بأن لا تعليم لأولاده إلا بالفلوس.

ثم ضيقوا على الناس في الخدمات العامة وأولها الكهرباء التي بدأت بالانطفاء ثلاث ساعات بساعتين لاصي ثم بساعة ونصف لاصي وست ساعات طافي ثم وصلنا مؤخراً إلى الانطفاء التام لليالي وأيام متتاليات. 
وهكذا أوصلونا إلى قناعة بأن لا حاجة للكهرباء رغم أنها بالنسبة لنا في المناطق الساحلية الحارة من الضروريات لكن المسؤولون أوصلونا إلى هذه القناعة رغم أنوفنا.
وكذلك الماء والنظافة و النظام والقانون جميعها فقدت كلياً او جزئياً. 

وبعد كل مراحل الإقناع القسري التي فرضوها على هذا الشعب المنكوب ببعض أبنائه لم يتبق لهم إلا أن يقنعونا بأن باطن الأرض خير لنا من ظاهرها ويقنعونا بالانتقال إلى المقابر.

ولا عزاء لشعب يستكين لظلم الظالمين ولا يدافع عن حقه في الحياة.