أحداث ووقائع اللقاء التجريبي بين المنتخبين اليمني والسعودي بمدينة الطائف !

أحداث ووقائع اللقاء التجريبي بين المنتخبين اليمني والسعودي بمدينة الطائف !

(أبين الآن) تحليل / الخضر البرهمي

للحقيقة وجه واحد ، وكم هي جميلة تلك الفرص حينما تتيح لك أكتشاف عالم جديد لم يخطر ببالك ، ذلك الجمال المُكتشف يكون أكثر تألقاً ولمعاناً عندما نقوص ونسبح في أحشاء من صنع ووضع ذلك الجمال !

فاينما يممت بأنفك في مدينة الطائف ستشم حتماً ذلك العطر الفوّاح والروائح الزكية المُعطرة التي تنبعث وتفوح من الكوتش محمد البعداني المدير الفني ومساعديه هيثم وجعوان ، ومن لاعبي المنتخب الوطني للشباب  رغم الحرب والكوليرا والفقر والجوع والمواجع التي غلبت عليهم دون غيرهم وعلى وطنهم السعيد !

لذا نحاول أن ننقل لكم صور من أحداث ووقائع اللقاء التجريبي بين اليمن والسعودية حيث كانت الحصيلة على النحو التالي :

⏪ لم تكن بطولة غرب آسيا للشباب لكرة القدم في نسختها الثالثة التي احتضنتها مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية رقم عادي في أجندة البطولات السابقة فحسب ، بل بطولة لتأكيد الذات ، ومسرحاً لاثبات من الأقوى طولاً وعرضاً وارتفاعاً تلتهم الأذواق الرفيعة بشهية مفتوحة 
⏪ في الواقع أن المنتخب السعودي منح البطولة أبعاداً تاريخية ، وفرضها كبطولة ملتهبة تتخطى الحواجز باتجاه تحطيم الأرقام القياسية رغم أن البطولة لازالت بكراً وعلى إستحياء لدخول ليلة الدخلة ، نجوم تطمح ووعوداً تتخلص من مواعيد عرقوب في مزاد البطولات العالمية التي توارى فيها المنتخب اليمني خجلاً أمام دقة وأعداد وتنسيق وعظمة التنظيم السعودي 
⏪ في اللقاء التجريبي أثبتت القواعد الرياضية المتعارف عليها أن كعب صاحب الارض دائما عال ، وان المنتخب المضيف بإمكانه أن يستعين بصديق أوخبير ويفرض هنجمة من طراز آخر ، ولكن مع هذا كله وفي حضرة سخونة المنافسة الودية الأولى والملاعب السندسية والإمكانات التي لا تعد ولا تحصى ، استطاع المنتخب الوطني للشباب من تقديم عروض رائعة وجميلة رغم خسارته 2/صفر أمام المنتخب السعودي ، حيث ترجع تلك الخسارة إلى عوامل عديدة منها : لعب المنتخب اليمني بالرديف ، ضف إلى ذلك وصوله من معسكر إقامته بمحافظة أبين مديرية لودر قبل يوم واحد من المباراة الودية لاحظ ذلك ، قاطعاً أكثر من 38 ساعة مع هذا كله أضاع اللاعب انور الطريقي ضربة جزاء بتفصيل وتصميم مباراة كرة طائرة ثلاثة أشواط ، فلم تكن مقياس ولربما كان هناك خرق في الجانب الفني من حيث الأعداد والتنسيق من قبل الأخوان السعوديين ، أما المباراة التجريبية الثانية للمنتخب اليمني التي تعادل فيها بالسلب مع المنتخب السعودي كانت عبارة عن دراما كروية بالغة الاثارة والندية بينهما ، مع أن المنتخب الوطني للشباب كان قريب جداً من الفوز عندما أهدر اللاعب المتألق عبدالعزيز مصنوم فرصة ذهبية لاتتعوض في الدقيقة 75 من زمن الشوط الثاني ، التي بتلك الفرصة ألهب واحرق أعصاب كل المشاهدين ، المنتخب السعودي فرض استحواذه على الكرة مع تنوع الهجمات ، بينما الأحمراليماني انتهج الأسلوب الدفاعي وبفن وذوق وذكاء كان يتعامل مع الهجمات المرتدة وكانت تلك الهجمات عصب الحياة للبعداني الذي نأمل أن يكون أكثر من أسلوب في المباريات المصيرية القادمة ، فالتعادل لايخدم المنتخب السعودي إطلاقاً ويعطي بصيص ضوء وامل للآخر في الليلة الظلماء !

المنتخب الوطني للشباب كافح وناضل كثير ويحلم بآخذ اللقب وهذا تنافس وارد وشريف في عالم كرة القدم ، والكل يحلم بهذا الطموح المشروع ، فنحن قد تعلمنا في المدارس اليمنية ونحن صغار من أن ورقة الحماس المبللة بالإنتماء الوطني هي القادرة على الفوز وكسر التحدي !