هل تكون سوريا ما بعد حزب البعث كما هي العراق….؟؟!!
السيناريو الذي اسقط حزب البعث في سوريا يبدو واضحا أنه نفس السيناريو الذي اسقط حزب البعث في العراق مع بعض الاختلافات البسيطة والتي جاءت نتيجة المتغيرات التي حدثت بعد إسقاط نظام حزب البعث في العراق.، وإطلاق نظرية الفوضى الخلافة لاسقاط بقية الأنظمة العربية المستهدفة.
حزب البعث العربي الذي حكم العراق فكريا هو نفسه حزب البعث الذي حكم سوريا الشعار واحد ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) ، وفكرة الحزب القائد الذي يرفض أن يقود الدولة غيره هي ذاتها وقد انقسم الحزب بسبب الخلاف على قيادة الحزب بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس صدام حسين .
العراق دخلت في حرب مع ايران بسبب الخلاف على الحدود ، وسوريا دخلت في تحالفات مع ايران بسبب الخلاف على قيادة الحزب مع العراق ، وكانت ايران احد ادوات نهاية نظام حزب البعث في كل من العراق وسوريا بالتحالف الغير ظاهر مع أمريكا ، ودخول لاعب ثالث في سوريا هي تركيا ، طبعا الكيان الصهيوني هو موجود في الحالتين لكن أمريكا هي الغطاء له .
في العراق تحررت بغداد من دكتاتورية كانت تبني إلى ديمقراطية هدامة تقودها أمريكا وايران بالرغم من موارد العراق الهائلة إلى أن الشعب العراقي يقع الآن في قائمة الشعوب الأكثر فقرا وتخلفا بينما كان في دكتاتورية حزب البعث أكثر شعب عربي تقدما في مجال التعليم وكانت نسبة الأمية صفر وكان من الشعوب العربية الأكثر تطورا في كل المجالات ، رغم تلك الحرب الطويلة مع ايران.
نفس الحالة في سوريا كانت سوريا في ظل نظام الحزب البعث القائد البلد العربي الوحيد الذي حقق الاكتفاء الذاتي في الغذاء و البلد العربي الأكثر تطور في كل المجالات التنمية المختلفة وهذه حقائق لا يمكن التشكيك فيها سواء في العراق أو سوريا ، طبعا هناك سلبيات للنظامين والاكثر في سوريا في مجال الحريات وقمع المعارضين وتلك طبيعة الأنظمة الدكتاتورية .
انتهى نظام حزب البعث في العراق في عام 2003م على يد أمريكا والمليشيات التي تمارس السياسة تحت عباءة الدين ( دين السياسة الشيعي ) والتي تقودها إيران وتتحكم بقراراتها من داخل طهران ديمقراطية مزقت العراق طائفيا .
في سوريا انتهى نظام الحزب القائد على يد أمريكا وقوى سياسية تمارس السياسة تحت عباءة الدين لكن بنسختها السنية، وهذه القوى تم رعايتها من قبل أمريكا وتركيا ، وايضا إيران فداعش هي صناعه امريكيه ايرانيه الاختلاف فقط أن تحالف سوريا مع ايران مكن ايران من أن تعمل من داخل سوريا في تحطيم الدولة السورية من خلال مليشياتها التي أدخلت بعد ماعرف بالربيع العربي ، وقبل سقوط الحكومة السورية تبرأت إيران من الحكومة السورية ونسبت اليها كل الجرائم التي ارتكبتها والتي تسببت في مقتل مئات الآلاف من أبناء الشعب العربي في سوريا ،مع أن المتتبع للأحداث منذ دخول المليشيات الايرانيه واذرعها سورية انها كانت وراء معظم المجازر التي ارتكبت ضد المدنيين بل انها أصبحت متحكمه في القيادة السوريه ، بل عملت ايران على انهاء الدولة السورية ايضا من خارجها من خلال داعش التي تم تسليمها سلاح الجيش العراقي وتوجيهها إلى سوريا بالتعاون مع أمريكا ، والتي كانت الذريعة لدخول امريكا الى سوريا.
السؤال هنا هل يكون ما بعد حزب البعث في سوريا كما هو ما بعد حزب البعث في العراق ؟
إذا حدث ذلك فنحن قادمين على صراع داخل سوريا تكون ضحاياه مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري وفساد وتخلف كما هي العراق والى تمزيقه طائفيا بعد ان زعت الفتنه الطائفيه من مليشيات ايران واذرعها ، علما أن الصراع الطافي هو احدى أدوات الفوضى الخلاقه ، إضافة إلى تلك الضحيا منذ عام 2011م .
فما حدث في العراق بعد سقوط بغداد ولازال من صراع طافي قادته اذرع ايران في العراق كان كارثه بكل ما تعنيه كلمة كارثه فقد تجاوز عدد الضحايا في العراق بعد سقوط بغداد أكثر من مليون ونصف مواطن عراقي وأصبحت العراق من أكثر البلدان فساد وفقرا وتخلفا في كل المجالات ..
نأمل أن يكون الأمر مختلفا بعد سقوط دمشق ، مع أن مؤشرات الصراع الاقليمي والدولي ومشروع الشرق الأوسط الجديد يقول أن ما بعد سقوط حزب البعث في سوريا سيكون كما هي العراق .
ان الحالة متشابهة حتى في إسقاط تماثيل الرئيس صدام بعد سقوط بغداد وإسقاط تماثيل الرئيس حافظ الأسد بعد سقوط دمشق .