حضرموت بين ماضي وحاضر الهيمنة .. والحكم الذاتي
قبل البدء في حيثيات وتفاصيل المقال .. أكرر عبارات الشكر والتقدير لمن يتمسك بالمفهوم الحقيقي للوطنية.. حميعنا نسمع ونقرا عن شيء اسمه الوطنية.. وعن شخص او مسؤول يمتدحه البعض بالوطني او صاحب وطنية..وانا اعتبر كلمات كهذه ناقصة والنظرة تجاه مفهوم كهذا نظرة قاصرة...لان هناك شيء اسمه الوطنية..وشي آخر اسمه الوطنية الحقيقية..والفرق شاسع وكبير بين هذا وذاك.. فالوطنية يعني ان تدعي أو تجعل لك اعلام مزخرف بانك وطني او تقوم بعمل محدود او خدمي بهدف تعزيز صورتك أو دعاية لتثبيت منصبك او اشهار مكونك وغير ذلك...بينما الوطنية ( الحقيقية) هي ذلك المصطلح الذي لا نجده إلا في اشخاص محصورين ومن خلاله يعرف الشخص بملامحه ونبرة كلامه...ويبقى السؤال مفتوح من هم الحضارم الذين يحق لنا ان ننعتهم او نسميهم باصحاب الوطنية الحقيقية...خاصة ونحن نسمع من حين إلى آخر عن مكون حضرمي أو مجلس أو حزب أو فكرة انشاء تكتل أو غير ذلك...والنتائج للأسف لم نرى اي تقدم فيما يخص حضرموت وما تعانيه من تبعات ومؤامرات واستنزاف لمواردها طيلة عقود من الزمن..وكم كتبنا ودعينا وناشدنا ابناء حضرموت بأن ينتصرون لأهلهم ووطنهم وكرامتهم قبل كل شيء ..وبعد ان تمادت الحكومة ويقابلها خضوع السلطة المحلية لم يكون أمام حلف قبائل حضرموت و مؤتمر الجامع إلا ان يستنكر ذلك بقوة ويوجه دعواته لكل ابناء حضرموت قاطبة اينما كانوا واينما وجدوا للتصدي لهذا الأمر بحزم والإعلان عن التصعيد بقيادة المناضل الوطني الشيخ عمرو بن حبريش العليي وكيل اول المحافظة رئيس موتمر حضرموت الجامع رئيس حلف القبائل وبعيدا عن المناطقية والمحاصصة وبرأة لذمة هذا الرجل فقد كان يظهر من خلال كلماته بمظهر المتواضع والمحب للتآخي والسلام ..لا يحمل حقد ولا ضغينة تجاه اي شخص و أي مكون ويتطلع إلى توحيد الصف الحضرمي ولا يلمح بانه هو المتزعم وهو صاحب القرار والفصل..ولازال إلى يومنا هذا ينادي بل يناشد كل مكونات حضرموت وشعب حضرموت لتوحيد العمل النضالي وانتزاع حقوق حضرموت سواء بالسلم او بالمقاومة..
ونحن بدورنا نوجه الدعوة لكل احرار حضرموت ونقول حان الوقت الذي يجب ان نفرض فيه أمر واقع.. بعيدا عن المناكفات والتجاذبات السياسية والتي تم زراعتها بخطط مدروسة ومشابهة لسياسة فرق تسد..
وبالعودة مجددا لمحور الموضوع حضرموت بين هيمنة الماضي ومستقبل الحكم الذاتي..اعتقد ان كل ذي عقل ورجاحة يدرك تماما ان حضرموت ظلت ولا زالت محل اهتمام مطامع القوى النافذة والناهبة، ومع الأخذ بعين الاعتبار لابد ان نعرج على موضوع الاقاليم الذي اقترحوه بعض الأخوة في مؤتمر الحوار الوطني (مؤتمر موفمبيك)، فنحن لازلنا رافضين لشيء اسمه الاقلمة أو الأقاليم، وسبق وان كتبنا وسجلنا اعتراضنا مبررين ذلك نتيجة لفكرة حزبية لها ارتباط بقيادات الدولة..ولم تكن هناك نوايا حقيقية لعمل وطني خالص..على العموم قبل أمس كنا في لقاء تشاوري عن الحكم الذاتي لحضرموت.. وكانت كلمات صائبة ودقيقة ومداخلات قيمة..
وانا كعادتي كنت مترصد لكي أجد اي نبرة أو رائحة توحي للحزبية او للمناطقية أو مزايدة بنعرات قبلية...ولكن أقولها للأمانة وأتحمل مسؤولية كلامي ان مطلب الحكم الذاتي ولو أجرينا استفتاء عام أعتقد انه سيحظى بنسبة عالية.. وأن من يدعون لتحقيق هذا المطلب هم رجال أدركوا معنى الوطنية الحقيقية.. وتعهدوا على أنفسهم بأن يكونوا أوفياء لحضرموت وأهلها وسخروا امكانياتهم المحدودة وظلوا ولازالوا مرابطين في مواقعهم مع أنهم في غنى عن هذا، وامامهم الكثير من المغريات و أمامهم مجالات مفتوحة لمزاولة العمل التجاري بعيدا عن السياسة وضجتها...ولكن هنا شيء اسمه الوطن..و الوطنية الحقة ..وشيء آخر أسمه الضمير الوطني الحقيقي، فمن أراد اللحاق بركب المناضلين الأحرار فالقلوب مفتوحة ..ومن لازال مدمن للتبعية والإقصاء ويعيش على الفتات مقابل الخدمة التي يقدمها نناشده بأن يلتزم على الأقل بحق الأخوة، ولكن لنا أمل كبير في أبناء حضرموت جميعا بمختلف طبقاتهم الاجتماعية ومكوناتهم السياسية والحزبية بأن يتحدون جميعا على مبدأ الكرامة ورد الاعتبار لحضرموت و شعبها.
نسأل الله أن يرد عنا كيد الكائدين وينصرنا على من سلبوا ونهبوا ثروات ارضنا ومواردها..وما الله بغافل عما يعمل الظالمون..