حماس تواجه أعمق أزماتها في ذكرى تأسيسها الـ37
تعيش حركة حماس أعمق أزماتها داخل وخارج قطاع غزة، وذلك بعد مرور 37 عامًا على تأسيسها.
وتحاصر الحركة الفلسطينية الأزمات والانقسامات بين قياداتها، علاوة على غياب أدوات الفعل والتأثير بعد انقضاء الحرب.
وتسببت الحرب الدائرة بين والحركة في غزة منذ أكثر من عام، لفقدان الأخيرة كبار مسؤوليها السياسيين والعسكريين بالداخل والخارج، وأدى لانقسامات داخلية غير معلنة، خاصة فيما يتعلق بالتهدئة واليوم التالي للحرب.
وتواجه "حماس" تحديات غير مسبوقة، أبرزها العودة لحكم القطاع، وإعادة ترميم جناحيها العسكري والسياسي، والانقسام بين قيادات الداخل والخارج، علاوة على الفتاوى التي صدرت من مراجع فقهية كبيرة بشأن العمل العسكري للحركة.
حكم غزة
وتؤكد إسرائيل أن إسقاط حكم حماس لغزة أحد أبرز وأهم أهدافها العسكرية، فيما ترفض أطراف دولية عودة الحركة للحكم بشكل منفرد، الأمر الذي دفعها للقبول بتشكيل لجنة مشتركة مع السلطة الفلسطينية لإدارة غزة، إلا أن السلطة رفضت أن تكون جزءًا من ذلك.
ويقول المحلل السياسي، محمد هواش، إن "حماس تدرك أكثر من أي وقت مضى عدم قدرتها على العودة لحكم غزة، وأن ذلك يعني استمرار الحرب مع إسرائيل لأجل غير مسمى".
وبين أن الحركة لديها قرار بقبول أي بدائل تجعلها جزءًا من الحكم.
وأوضح هواش، لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة تبحث في الوقت الحالي عن أي ستار لاستمرار حكمها لغزة، خاصة ما يتعلق بالجانب الأمني"، مشيرًا إلى أن هذه الخطة لن يكتب لها النجاح، وحماس ستكون مضطرة إما للتنازل عن حكم القطاع أو التنازل لإسرائيل.
وأضاف أن "التنازل لإسرائيل سيكون في إطار اتفاق سياسي وبناءً على بنود صفقة القرن التي سيعمل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على الترويج لها"، مبينًا أن ذلك سيكون في إطار اتفاق إقليمي دولي شامل ينهي الحرب بغزة.
الانقسامات القيادية
ومن التحديات الخطيرة التي تواجه الحركة، الانقسامات الداخلية بين قيادات الداخل والخارج التي يمكن أن تؤدي إلى انشقاق قيادات بارزة في حماس على المستويين السياسي والعسكري، وهو الأمر الذي ستزداد فرصه بعد انقضاء الحرب.
وأشار هواش، إلى أن "حماس ستعاني في المرحلة المقبلة انقسامات داخلية غير معلنة، خاصة مع اختلاف المواقف والرؤى بشكل الخط السياسي للحركة والتحالفات الإقليمية".
وزاد أن "انهيار محور إيران سيكون له تأثير كبير على الحركة".
ولفت المحلل السياسي، إلى أن "الحركة ستشهد انقسامات تدريجية فور توقف الحرب، وستكون في بداية الأمر غير معلنة، إلا أنها ستظهر للعلن، خاصة مع التهميش الكبير الذي ستعاني منه القيادات المتواجدة داخل غزة".
واستطرد قائلًا: "كما أن الصراع على المناصب الشاغرة ورئاسة المكتب السياسي للحركة والتحالفات الإقليمية، خاصة مع إيران ستكون سببًا رئيسًا في تلك الانقسامات".
ولفت إلى أن إعادة ترميم العلاقات واللوائح الداخلية سيكون سببًا في صراع كبير داخل الحركة.
ترميم الجناح العسكري
وتواجه حماس صعوبة في العمل العسكري ضد إسرائيل، كما أن مهمة ترميم جناحها المسلح ستكون شبه مستحيلة في المرحلة المقبلة.
وأكد تقرير للقناة 12 العبرية، أن "حماس هزمت عسكريًّا وتحولت من جيش إلى مجموعة مسلحة، خاصة أن الحرب أدت لعودتها عسكريًّا للوراء نحو 20 عامًا".
وقال التقرير، إن "حماس تعمل في إطار حرب العصابات وبما تبقى لديها من قدرات عسكرية، كما أنه يمكن رؤية مدى الضرر الذي لحق بالقدرات الصاروخية لحماس".
وأشار إلى أن ما يتم إطلاقه في الوقت الحالي هو عدد قليل تمكنت بعض المجموعات من الوصول إليه مؤخرًا.
وأضاف: "المواجهات وإطلاق الصواريخ هي محاولات فردية لمواصلة القتال كجزء من الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، خاصة أن المجموعات الفلسطينية المسلحة على علم بأن المناطق المستهدفة غير مأهولة بالإسرائيليين".
وحسب الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، فإن "أكثر من 80% من القدرات العسكرية لحماس والفصائل المسلحة دمرت بالحرب على غزة"، مبينًا أن الحركة لن تجد طريقة لترميها في ظل الشروط التي ستفرض عليها بأي اتفاق للتهدئة.
وقال الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "ذلك سيشعل خلافًا كبيرًا داخل الحركة، وسيؤدي فشلها في إيجاد بدائل للتمويل العسكري إلى اعتمادها الخط السياسي بشكل رئيس"، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستستهدف أي محاولات لترميم القدرات العسكرية للحركة.
الفتاوى الدينية
وتواجه حماس مأزقًا فيما يتعلق بالفتاوى الدينية التي عدَّت إطلاق الصواريخ من المناطق المأهولة بالسكان والنازحين تتنافى مع مقاصد الجهاد، وهي الفتوى التي أطلقها عميد كلية الشريعة السابق بالجامعة الإسلامية، سلمان الداية.
والداية أحد الشخصيات الدينية البارزة في غزة والمقربة من حركة حماس، وكانت الحركة في السابق تأخذ بفتاويه في العديد من القضايا، الأمر الذي يضعهم في مأزق كبير بعد تحريمه إطلاق الصواريخ من مناطق السكان والنازحين.
ويمكن لمثل هذه الفتاوى، أن تضع الحركة في مأزق كبير، خاصة وهي التي تعتمد على فتاوى دينية مجتزأة للترويج لفكرها وقراراتها السياسية والعسكرية، حيث سيكون من الصعب عليها النجاح في ذلك خلال الفترة المقبلة، ما يزيد الأزمات التي تواجهها الحركة.
إرم نيوز