"الدكتور محمد السيد".. مثالاً فريداً للإداري المخلص في خدمة هذا الوطن
(أبين الآن) كتب | محمد مرشد عقابي
في معترك الحياة قد يثير إهتمامك وإعجابك وشغفك احياناً عمل شخص ما في دائرة حكومية معينة، وقد يجعلك تكن له كل الود والحب والإحترام بصورة لا إرادية وعفوية وتلقائية، يحدث ذلك عنوة على الذات وليس تفضلاً أو تكرماً منك وإنما نتاج طبيعي لما يقدمه هذا الشخص من تميز وإثآر وتغليب للمصلحة العامة على الخاصة في سياق عمله بحيث يكون لوجوده تأثير كبير وبالغ الأهمية وفضل أكبر تجني ثمارة مؤسسة كاملة يقبع تحت سلطتها مئات الموظفين، ويستقي خدماتها آلاف المواطنين الذين يلمسون وقائع العمل ودقة التعامل والاسلوب المهني والأخلاقي المتميز الذي يجعلهم يشعرون أن الوطن لا يزال يحتوي أشخاص فيهم الخير رغم ندرتهم في هذا الزمن الذي يزداد فيه الإستهتار والتسيب والفساد والإهمال واللإمبالاة.
ويبرز وسط هذا المعترك واحداً من صفوة الرجال، ظللت ارصد تحركاته واتابع عمله الإداري، وهو ما جعلني أعتز به كثيراً وافتخر بسلوكه المهذب وبسجاياه الفاضلة وشمائلة الحميدة وهمته العالية وطموحه المتناهي للنهوض بالواقع وانجاح إدارته بكل الطرق والسبل والوسائل المتاحة رغم الظروف المعقدة والاوضاع السيئة التي تمر بها البلاد عموماً، حيث لم تثنيه تلك المثبطات المحيطة عن أداء مهامه في خدمة الناس من واقع مسؤوليته في القطاع الذي ينتمي إليه.
إنه الإداري الخلوق والقيادي المحنك الدكتور محمد أحمد السيد، هذا الرجل الذي عمل ويعمل ليل نهار على إثبات وجود دولة في ظل غيابها تقدم خدماتها لشريحة واسعة من أبناء المجتمع، مضيفاً ذلك إلى سجل نجاحاته الناصع في في مختلف المناحي الخدمية والوطنية، رجل من الواجب علينا جميعاً ان نوجه له الشكر والعرفان كل ما يبذله من جهود ومساعي للنهوض بالعمل الصحي وايصال الخدمات الطبية لكافة شرائح المجتمع.
رجل يعمل بصمت وبعيداً عن ضوضاء الإعلام التي يتهافت عليها المتدلسين من مرضى النفوس والمصابين بداء العظمة وهم معروفون، لذلك نراه يكرس كل جهده ووقته لدعم ومتابعة سير العمل في جميع المرافق والوحدات الصحية بعموم مراكز المديرية، قيادي أفنى حياته في خدمة المواطنين، وترك بصمات مشرقة وشواهد عملاقة للتفاني والإخلاص في مجال العمل لن يمحوها الزمن، شخصية فذة تتميز بصفات إدارية وخبرة كبيرة وتجارب عملية واسعة في هذا الحقل الصعب والمتشعب، تحمل عبء المسؤولية منذ سنوات عديدة وعاصر مراحل اسثنائية ومر بظروف الحرب العصيبة لكنه بفضل حنكته وحكمته وخبرته القيادية الكبيرة، تمكن من تجاوز كل العراقيل والتحديات والصعوبات، وهو ما جعل المواطن لا يستشعر أي نقص في جوانب الخدمات المقدمة إليه لاسيما في الفترة التي سبقت وأعقبت حرب العام 2015.
إداري اسثنائي، نراه دائماً ما يذلل الصعاب أمام منتسبي القطاع الصحي وجموع المستفيدين من خدماته الجليلة، يتعامل بمنطق الرحمة والمسؤولية مع الصغير والكبير مترجماً في تعاملات القيم والمبادئ الأخلاقية المثلى، نراه دوماً بشوشاً ومتواضعاً، لا يتعالى أو يتكبر على احد، يقابل الجميع بروح أخلاقية عالية ويبدي الاحترام لمن حوليه من الناس سواء زملائه في العمل أو طالبي الخدمة الطبية من المواطنين البسطاء والضعفاء.
إداري من الطراز الأول والرفيع يحس بقيمة الرجال وبحقيقة وجوده على هذا الهرم لخدمة عموم الناس، وليس لفرض الهيمنة والتسلط عليهم كما هو حال الآخرين، رجل فاهم لطبيعة عمله وواجباته تجاه هذا الشعب، نجده ينظر عن كثب لما يدور حوله وإنجازاته ليست برواز على ورق أو كتابة على حبر أو قصص وهميه تروى وتتناقل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وإنما هي شواهد حية يلمسها على الواقع جميع الناس كبيرهم وصغيرهم ذكرهم وانثاهم، وهذا ما يجعله متفرداً في طريقة إدارته وفي تأديته للمهام الملقاة على عاتقه، شخصية متواضعة وبسيطة إلى ابعد الحدود لم يدب فيها الغرور أو التعالي، نقي في سجيته وتعامله وتعاطيه، تجده ناصع ومبتسم على الدوام، لذا يتوجب علينا ان نعطيه حقه وان ننصفه، فمن الظلم ان يستمر مثل هؤلاء الرجال الشرفاء والاوفياء والمخلصين تحت الظل لا تسلط عليهم الأضواء.
علينا ان نفتخر ونعتز بهذه القامة الوطنية العملاقة، وان نمنحها ما تستحق من الحب والتقدير والإحترام، فالسيد يعتبر مفتاحاً للإيثار والتميز، ومثالاً يحتذى به كرجل وطني يعي جيداً أهمية عمله ويستوعب حقيقته، إنه رجل دولة نادر، ونموذجاً للمدير الناجح والموهوب.
كل الثناء والإمتنان لهذا الإداري الفذ، الذي كرس جهوده لإصلاح الاختلالات وحلحلة المشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي، رجلاً مثالياً من طينة الكبار، سخر وقته وجهده وامكانياته لخدمة وطنه، ليضفي لمجال عمله الخدمي والإنساني النبيل نجاحاً لايضاهى، فعلى أمثاله تؤسس الدول وتبنى المؤسسات وتشرق شموس المستقبل، وحتى وان تغيب ذكره فستبقى مناقبه ومآثره محفورة في الأذهان وخالدة مدى الدهور والأزمان، فلا يمكن إنكار نجاحات أو نكران وتجاهل دور هذا المدير الإستثنائي الذي صنع المعجزات وطوع المستحيلات في لحظات إنهيار الدولة وفي ظروف عصيبة انعدمت فيها كل مقومات العمل والنجاح في هذه المديرية.