بين هجوم الكبار إسرائيل وإيران وعقول الصغار من العرب
تكافؤ الرد مبدأ قرآني يتجسد فيه توازن الردع والعدالة والواقعية والمنطق ( .. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ) . تكافؤ الرد أيضا مبدأ ونهج سياسي واخلاقي للدول والقيادات الناضجة .. حتى على مستوى القادة العاديين والأشخاص لازم يكون ردك على خطأ العسكري أو الموظف الذي يتبعك متناسب مع الخطأ ولا تبالغ كثيرا في العقوبة أو الرد ..
بين هجوم الكبار إسرائيل وإيران وعقول الصغار من العرب مفارقات كبيرة ومؤسفة فنجد العرب يهيمون في افكار وتحاليل وتفسيرات وتخيلات صغيرة تعكس حالهم وتفسياتهم المهزومة ويغرقون في نظريات سياسية فراغية كنظرية المؤامرة وتحليل سياسي خيالي وطفولي وخرافي . وكان الأجدر بهم أن يتعلموا ويستفيدوا من أعداءهم في قواعد التعامل في الازمات والحروب وتكافؤ الرد فكان رد إسرائيل متكافئ مع هجوم إيران رغم أن إسرائيل يدعمها العالم كله وفي مقدمته امريكا الا انها ردت رد متكافئ مع الهجوم الإيراني ورغم أنها ايضا تعلم ان ايران الداعم العسكري والمالي لحزب الله وحماس وفصائل المقاومة .. ردود متكافئة وقيادات ناضجة .. دائما الرد لازم يكون متكافئ مع الفعل الذي سترد عليه إلا عند العرب الأمور تختلف تماما وقد وثق التاريخ حادثتين تاريخيتين عند العرب حرب البسوس على قتل ناقة كان الرد حربا دامت أربعين سنة أحرقت الاخضر واليابس واهلكت الحرث والنسل . وحصاري بني هاشم وقطر كان على فكرة على خيار فكري فكان الرد حصار لا يرحم قطع أوصال الأسر والعوائل واضر بحياة الناس حصار جوي وبري ووو حتى وصل الأمر اذا واحدة متزوجة في تلك الدول ممنوع تروح تزور أهلها في قطر ..
كانت ردود مبالغ فيها كثيرا والحمد لله أنه قد تم الصلح ولكن نذكر ذلك للعبرة ولكي يتعلم العرب من إسرائيل وإيران مبدأ الردود المتكافئة أو تكافؤ الرد فنحن نحزن كثيرا ونشعر بالأسى والخيبة عندما نرى أعداءنا أكثر حصافة وحكمة من قومنا .