لماذا تهدد ميليشيا الحوثي بعودة الحرب اليمنية؟
(أبين الآن ) عبداللاه سُميح – إرم نيوز:
مع تلويح ميليشيا الحوثي الانسحاب من خارطة الطريق الأممية، وتهديداتها بعودة الحرب مرة أخرى إلى اليمن؛ تتراكم العقبات في مسار أولى الخطوات التمهيدية لانطلاق عملية سياسية شاملة، تهدف للوصول إلى سلام مستدام في البلاد.
جاء ذلك بعد أن هدد المتحدث باسم الحوثيين، ورئيس وفدهم التفاوضي محمد عبد السلام، بـ"عودة حقيقية للصراع بشكل كارثي"، نتيجة حزمة الإجراءات الاقتصادية التي شنها البنك المركزي اليمني في عدن، والحكومة المعترف بها دوليًا، التي تهدف إلى نقل البنوك وشركات الاتصالات من صنعاء الخاضعة للحوثيين، إلى عدن.
وأشار عبد السلام، في تصريحات صحفية إلى أن خارطة الطريق الأممية مجمّدة حاليًا، متهمًا الولايات المتحدة بتعطيلها واشتراطها وقف هجمات الحوثيين العسكرية ضد السفن، مقابل المضي فيها.
وبالتزامن مع هذه التهديدات، لوّح العضو الذي يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، محمد علي الحوثي، بانسحاب الميليشيا من اتفاق خارطة السلام، عبر منشور على صفحته بمنصة "إكس" قائلًا: "اتفاق اليمن للسلام مع السعودية، ليس كخارطة السلام العربية لفلسطين سيبقى بلا نهاية".
*ضغوط غير مجدية*
وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أسامة الشرمي، قال إن ميليشيا الحوثي باتت تستشعر حجم التهديدات الوجودية التي تواجهها، عقب الإجراءات الأخيرة التي قام بها البنك المركزي اليمني وعدد من مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن.
وأكد في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الحوثيين لا يمتلكون أي أداة ضغط على الحكومة الشرعية، "باستثناء العمليات العسكرية الفاشلة التي نشهدها بين الحين والآخر لاستهداف بعض الجبهات، دون تحقيق أي اختراق أو انتصار على القوات الحكومية التي تتمكن من كسرها وصدّها".
وعدّ ما تقوم به ميليشيا الحوثي "محاولة ممارسة ضغوطات على التحالف العربي والمجتمع الدولي، من خلال التلويح بإنهاء خارطة السلام التي هي في الأساس جاءت لمصلحتها".
وأشار الشرمي إلى أن هذه التهديدات "غير مجدية، فالعالم أجمع بات ينظر إلى ميليشيا الحوثي كميليشيا متمردة يجب التعامل معها عسكريًا، ودول التحالف العربي هي الوحيدة التي لا تزال حتى اللحظة تتمسك بأمل السلام في اليمن".
وأضاف أن الحوثيين "يريدون تدمير آمال السلام كلها، سواء في البحر من خلال هجماتهم الإرهابية ضد السفن، أم في البرّ عبر هجماتهم على الجبهات الحدودية، أم من خلال التصريحات التي تُدلي بها بين الحين والآخر، ملوّحة بالانسحاب من عمليات التهيئة كلها لإبرام هذه الاتفاقية".
*نهاية كليّة لخارطة الطريق*
وخلال الأسابيع الماضية، رفعت ميليشيا الحوثي من وتيرة هجماتها العسكرية ضد السفن في ممرات الملاحة الدولية، ضمن المرحلة الرابعة من التصعيد، وتمكّنت من إغراق سفينة أخرى والتسبب في جنوح ثالثة، إضافة للأضرار المتوسطة التي أحدثتها في سفينتين أخريين.
ويرى المحلل السياسي، حسين حنشي، في حديثه لـ"إرم نيوز" أن هجمات الحوثيين البحرية، لا تشكل تهديدًا على عملية السلام في اليمن، "بل تمثّل نهاية كلية لخارطة الطريق، بوصف دقيق".
وقال إن العالم "لا يمكن أن يقبل ما يقوم به الحوثيون في البحر، في حين هناك عملية سلام داخلية يشتركون فيها بموازاة هجماتهم".
وختم قائلًا: "من المستحيل أن يصبح الحوثيون شركاءً مع الحكومة في جسد واحد، بينما يقومون بشكل منفرد بعملياتهم العسكرية لإغلاق الملاحة الدولية واستهداف العالم وسفنه التجارية".
.