تراتيل

أحياناً أبحثُ عن يقينٍ لأقطع به حبل تلك الاختلاقات التي أوهم بها نفسي أن كل شيء بخير، وأنهم أقرب إليّ من حبل الوريد، لكنني لا أملك الجُرأة الكاملة كي أخبرهم بأنهم قد (دسوا) لي السم في العسل وأوهموني بعذب الكلام فصدقتهم..

وأنني لست ذلك الطفل الذي (تخدعه) كلمات منقمة ورسائل زائفة و ابتسامات مصطنعة وضحكات خبيثة..
لا أملك الشجاعة التي أغرز بها (خنجر) كلماتي السامة في صدورهم وأسقيهم من ذات كؤوس (العلقم) التي تجرعتها، ومكابرة ابتسمت وضحكت وأنا أنزف دماً..
كم وددت أن أخبرهم أنهم زائفون وأن تلك الأقنعة قد (تكشفت)، وأن حقائقهم قد ظهرت، وأن سوآتهم لم توارها مكائدهم حتى وإن (خصفوا) عليها من ورق المحبة الكاذبة، لكنني أضعف أمامهم وأخاطب ذاتي المكسورة (أنت أكبر منهم)..
أواري سوءتهم ولم أبدها لهم، ولست أدري هل سيحتمل قلبي مزيداً من ذلك (الخبث) الآدمي، وأبقي (شعرة) معاوية لعل جميلاً صنعته أو معروفاً قدمته، أو موقفاً جسدته يوقظ تلك الضمائر المحنطة،ويعيدهم لجادة الصواب في لحظة فيدركون كم كانوا أغبياء ومذنبين..

فهد البرشاء
25 يونيو 2024م