انشدها من بيوتها
بقلم / أبو زين ناصر الوليدي
في يوم من الأيام هبط إلى مكة رجل غريب يسمى أبو البكير وهو كناني ليثي من بني عبد مناة، وأحب المقام في مكة مع أهلها، وحتى تستقر أموره فقد حالف نفيل بن عبد العزى.....
ومضت السنون ومات أبو البكير ومات نفيل بن عبد العزى، وتوالت الأحداث وجاء الإسلام، فكان هناك أربعة شبان هم أبناء أبي البكير ( عاقل وعامر وإياس وخالد) فكانوا من السابقين الأولين إلى الإسلام، بل هم أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، ونالهم في سبيل الله تعالى مانالهم من مشركي قريش، فلما أذن لهم بالهجرة خرج بنو أبي البكير مهاجرين رجالهم ونساؤهم وشبابهم وأطفالهم يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وينصرون الله ورسوله وتركوا ديارهم خالية تلعب بها الريح .
وفي المدينة بدأ الصدام المسلح بين الإسلام والجاهلية فشهد الإخوة الأربعة كلهم (غزوة بدر) مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان *عاقل* أحد شهداء ذلك اليوم العظيم رضي الله عنه .
أما *خالد* فقد شهد بدرا وأحدا واستشهد يوم (الرجيع) في سرية عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح .
أما أخوهم *عامر* فقد شهد كل المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد أيام أبي بكر الصديق في معركة اليمامة في حرب مسيلمة الكذاب عام ١٢ هج .
أما *إياس* فقد شهد المشاهد كلها أيضاً وشهد حروب الردة وشارك في فتح مصر ثم توفي سنة ٣٤ هج .
رضي الله عنهم من بيت كريم وسبحان من ساق أباهم للمقام في مكة لينالوا هذا الشرف الباذخ.
وهذا يذكرنا بسبعة إخوة من الأنصار شهدوا بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم أيضا وهم أولاد عفراء:(معاذ، معوذ، أنس، خالد، عاقل، عامر، عوف). رضي الله عنهم أجمعين.
ومثلهم سبعة إخوة من قبيلة مزينة وهم أبناء (مقرن) شهدوا معركة نهاوند التي تسمى فتح الفتوح ضد فارس وكان قائد الجيش هو أخوهم النعمان بن مقرن والذي استشهد يومذاك، وقد كانت أول مشاركاتهم غزوة الخندق وشهدوا ما بعدها وهم ( النعمان ونعيم وسويد ومعقل وسنان وضرار وعقيل ) .
فلما بلغ عمر بن الخطاب استشهاد النعمان وجاءته البشارة بالفتح صعد المنبر وبشر المسلمين بالنصر ونعى إليهم النعمان وبكى بكاء شديداً ثم قال:
أيها الناس إنها بيوت للإيمان وبيوت للنفاق وإن بيت آل مقرن من بيوت الإيمان.
اللهم اجعلنا وأهلنا من بيوت الإيمان