ترامب توعد بحرق غزة فأحرقه الله في قعر داره !!!

بقلم / د. سعيد سالم الحرباجي 

في أحاديث له تعهد المجرم ( ترامب) بأن يحرق غزة حال وصوله إلى البيت الأبيض بحلول تاريخ ( 20 / 1 ) الجاري إذا لم تتوقف الحرب .

قال المعتوه قولته ، ونطق كلمته ، وأطلق تهديده ، وزمجر بوعيده ، ونفخ ريشه في كِبر وخُيلاء ...وظهر وكأنه المالك لأسباب الموت والحياة ، وأنتشى وكأن لديه القدرة ، والقوة التي بها سيتمكن من تنفيذ وعيده .

أطلق ذلك التهديد ، وزمجر بهذا الوعيد ...
ثم عاد ليخلد للنوم منتظراً مجيئ تاريخ وعده ليحرق غزة ....
ونسي أنَّ هناك من يراقبه ، وأن هناك من يسمعه ، و أن هناك من يراه..
نسي المعتهوه أنَّ هناك من يدبر شؤون الكون ، ويدير عجلة الحياة ، وأنه- هو - مجر هباءةٌُ مبثوثة في كون فسيح .

قال سبحانه وتعالى:( يكيدون كيداً ، وأكيد كيداً ) وقال : ( ويمكرون ويمكر الله ) وقال :
( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) .

نام الغبي .....واستيقظ المظلومون في جوف الليل يناجون المنتقم أن ينتقم منه ، يدعون القهار أن يحرق بلده ، ينادون ربهم أن يثأر لهم منه ...

وما أن  آذن فجر السابع من يناير بالانبلاج وبالتحديد ( الساعة الثالثة فجرأ) حتى أمدت يد القدرة الالهية لتحرقه في قعر داره وهو وزبانيته نائمون .
وصدق الله إذ يقول :( فطاف عليها طائف من ربك هم نائمون فأصبحت كالصريم ) .

سخر المنتقم( سبحانه )  تلك الريح العاتية التي بلغت سرعتها من ( 80 -  130) كيلو في الساعة ...فحملت النيران التي أحرقت كل شيء أمامها ، وأعجزت كل إمكانات أمريكا الحديثة لإطفائها ...فكانت الخسائر بالمليارات.

فقد ذكرت إحصاءت أولية أنَّ النيران أحرقت حوالي ( 1262) هكتاراً ، وتضررت آلاف المنازل ، والمنشآت  ، وَشُرٌِدَ حوالي ( 130 ) ألف شخص ....
وَتُقَدٌَرُ الخسائر  ( 52 - 57 ) مليار دولارأ.

كل ذلك حصل ، وكل ذلك حدث ، وكل ذلك تم ...في لمح البصر .
ولقد شاهدنا فضاعة النار وهي ترسل ألسنة اللهب في الفضاء في منظر مخيف مفزع ، فلا تلوي على شيءِِ أمامها .

وصدق الله إذ يقول :( ولله جنود السموات والأرض ، وكان الله عزيزاً حكيماً ) .
هذه الجنود يرسلها الله عندما يستعلي البشر بقوتهم ، ويركنون إلى عدتهم ، ويأوون إلى جبروتهم ، ويستعصمون بأوهامهم ، ويعتمدون على مكرهم ...
وينسون قوله تعالى (  أنَّ الله يرى ) .
يرى أفعالهم الإجرامية ، يطلع على خبيئة قلوبهم الخفية.

وهكذا في لمحة عابرة ، وهكذا في لحظة قاسية ، وهكذا في سرعة خاطفة .....يحدث ذلك الجندي  { النيران التي أرسلها ربنا كآية من آياته}  يُحدث كل ذلك الدمار ، وكل ذلك الخراب ، وكل تلك الخسائر .

فسبحانك ربي ، سبحانك ،
(ومَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قديراً ) .

فمتى تعي الشعوب المظلومة ، المكلومة ، المقهورة......متى تعي أنَّ الله لا يريد منها سوى التفويض ، ولا يريد منها سوى التسليم ، ولا يريد منها سِوى الألتجاء الصادق إليه وحسب .
قال تعالى :  ( وأفوض أمري إلى الله ).
والمعنى هنا ...
أنا فَوَّضتك - يارب -  في أخذ حقي ، أنا وكلتك في الانتقام ممن ظلمني ، أنت وكيلي أمام هذا الظالم .

فما عليك أيها المظلوم إلا أن  تبعث بهذه الرسالة إلى ربك ، وتنتظر الرد .
وقاضي السماء هو من سيحدد ساعة إصدار الحكم .