من خسرني صعب يكسبني
بقلم: صفاء المليح
أنا لا أرحل فجأة… أُحاول كثيرًا قبل أن أبتعد، وأمنح فرصًا أكثر مما أستحق.
أغفر، وأتغاضى، وأقنع نفسي أن الأمور ستتغير…
لكن عندما أصل إلى مرحلة الخسارة، فاعلم أنني وصلت بعد حربٍ طويلة مع قلبي.
من خسرني لم يخسر مجرد حضور، بل خسر قلبًا صادقًا، كان يرى فيه الأمان رغم كل العواصف.
خسر اهتمامًا نقيًّا، ورسائل مليئة بالحنان، وصمتًا كان يخفي ألف غصّة كي لا يجرح.
خسرني لأنني لم أعد أجد في البقاء كرامة، ولا في الصبر فائدة، ولا في الانتظار معنى.
أنا لا أعود لمن جعلني أبكي، ولا ألتفت حين يأتي الندم متأخرًا.
من خسرني صعب يكسبني… لأن الجرح إذا تعلّم صاحبه من ألمه، لا يعود لنفس اليد التي آذته.
ولأن ما يُكسر في الداخل لا يُصلحه اعتذار، ولا يُعيده شوق متأخر.
تعلمت أن أُغلق الأبواب بهدوء، أن أرحل بصمتٍ أنيق دون أن أشرح أو أبرر.
فمن أرادني، كان عليه أن يُمسكني بقوة وأنا معه، لا أن يبحث عني بعد أن صرت غبارًا في ذاكرته.
???? في النهاية… لا تخسر امرأة صبرت كثيرًا، لأنها حين تُغادر، تأخذ معها كل شيء: حضورها، ودفئها، وحتى الضوء الذي كان يملأ حياتك.