(المستفيد)

قبل الولوج إلى مقالي المعنون بالمستفيد اقول بأن قول الحقيقة والصدق والصراحة له ثمن باهض ممكن ان ندفعه في اي لحظة وتذكروا قولي هذا ولا نخشى ذلك ، ونقولها علانية جهارا نهار بان المستفيد ، المنتفع ، صاحب المصلحة ، اياً كان هذا شخصاً او جماعة او أفراد او كيانات اوأحزاب هل تعتقدوا انه ولو للحظة واحدة انه من الممكن ان يتغير تغير إيجابياً لتحقيق مصالح او اي مكاسب للأخرين إذا اختلفت او خالفت توجهه او مراده ومقاصده واهدافه او طموحاته او تعارضت مع مصالحه ويرى ان فيها يكمن الخطر عليه وفيها ضررا منها عليه ، والحديث هنا عنه من واقع مصالحه ومكاسبه على الأرض والتي تتحقق من خلالها مصالحه وفوائده واستثماراته وارباحه المادية والمعنوية والسياسية الخاصة به دون غيره.

فعندما يدعوكم للمساهمة او للمشاركة او للعمل معه في امراً ما ظاهره الوطنية والحرص الشديد والعمل من اجل المواطنين والوطن وتحقيق المصالح الوطنية والحرية والمساواة والعدالة وجبر الضرر ، للجميع وباطنه تكتكة وحرفنة وشطارة وغش وفهلوه ولف ودوران وكذب ومداهنة وتدليس وتزوير للحقائق وذلك لحماية مصالحه واستمرار بقائه جاثم على صدر هذا المواطن متنعم من خيرات الوطن وترواته الظاهرة فوق الأرض والباطنة تحت الأرض بالطرق والأساليب الملتوية الغير شرعية ولا قانونية واساليب المكر والخداع مستغل للثقة التي منحت له في حالة حماس وعاطفة غير واعية في وقتها ولا مدركة لمآلات تلك الثقة الممنوحة والذين يجيرونها واستغلوها لتحقق مصالح ذاتية لهم ولأفرادهم وجماعاتهم بشكل قبلي وتمييز عنصريا ومناطقي مقزز في الوقت الذي من منحوكم الثقة العمياء اليوم يتجرعون الويلات والحرمان من ابسط الحقوق والمعاناة والجوع والفقر والالم باحثين في كل هذه الركامة عن قشة وبصيص من الأمل الضائع والمفقود.

المستفيد والمصلحي والنفعي والإستغلالي والإنتهازي والذي هو من خلق وتسبب بكل تلك الفوضى والعشوائية والفساد المستشري والمعاناة وما آلت إليه الأوضاع والذي يرى ان بقائها هو أصلا ثابتً من أصول استراتيجيته واستحواذه وسيطرته وعنجهيته وجهله وغطرسته التي تقوم عليها سياساته وبرامجه ومنهجة وادبياته الإيدولوجية وانتهائها يعني نهايته وانتهاء دوره هل تعتقدوا ولو ان للحظة واحده انه من الممكن ان يقف إلى جوار قضيتك وإلى جانب مطالبك ومظالمك وحقوقك ومن اجلك واجل مصالحك هيهات هيهات ان لم تتعظ من كل تلك الممارسات التي تراها إذن انت لم تعي ولم تفهم الدرس بعد ، وقد اخترت وحددت مصيرك وانك هالك لا محالة ، لذا تاكد بان قضيتك قد تاهت وضاعت في مجاهل وغياهب مظلمة مجهولة غامضة و في سراديب ودهاليز ومغارة علي بابا والأربعين حرامي وحتماً ستستمر معاناتك وهمومك واحزانك وتكون انت من اسهم في ذلك نظرا لسكوتك وصمتك ولن يتحقق لك اي حلم او هدف او امنية حتى تتغير و تتحرر من تلك العقلية العقيمة والسادية التي تتحكم بمصيرك والتعبية المفرطة بدون زواجر او نواهي وكوابح او مسافة أمان وان تتخلص من المفاهيم المغلوطة وتكسر وتحطم وتحل القيود والأغلال من عليك وعنك وتبداء مرحلة وبداية جديدة وحقيقية وبفكرة رائدة ومتنورة ومتقدة وبخطوات ثابتة و متقدمة مدروسة و محسوبة ناضجة واضحة المعالم والأهداف تتجه بها صوب امالك وطموحاتك كشعب شب عن الطوق وقد عصرته التجارب والمنعطفات التي مر بها من خلال كل تلك الإرهاصات التي عصفت به على مدى التجارب والنضالات والتضحيات في كل مراحل حياته و تاريخه السياسي والوطني.

المستفيد لن يرعى لك اي مصالح إذا كانت تضره ولن يقدمها على مصالحه ابداً ومن خلال التجربة فقد اتضحت لنا الرؤيا وزالت عنا الغمامة والغشاوة وجعلتنا نرى بأم أعيننا كل تلك النضالات والتضحيات الجسام وقد تحولت كل تلك الإحلام والطموحات التي كنا نأمل ممن منحناهم الثقة وصدقناهم قد تحولت إلى غول و كابوس مخيف ومرعب يؤرقنا في حياتنا ومستقبلنا ومعيشتنا وعزتنا وكرامتنا وحريتنا وامننا واستقلالنا وبقائنا على قيد الحياة فلم يترك لنا اي خيار ولم يعد امامنا من خيار غير خيار الحرية والإنعتاق وكسر حواجز الخوف وتحطيم القيود والأغلال والسير قدما في اتجاه التصحيح والتصويب والمصارحة والمكاشفة والشفافية والإنتصار لقضيتنا الوطنية ومحاربة ومواجهت كل فاسد واستغلالي وإنتهازي ونفعي جير وسخر قضيتنا لمصالحة الشخصية واصبح هو العائق والمعيق والمعرقل كائاً من كان وقد بدأت الإرهاصات وبناء اللبنات الاولى لنفض الغبار والتبعية وتصحيح المسار صوب اختيار ومواصلة طريق النضال وقول الحقيقة وكلمة (لا) رفضا لكل ممارسات ، القمع والترهيب والغطرسة والهيمنة على مقدرات هذا الشعب الجنوبي الحر الأبي بعد ان انحرفت البوصلة وضاعت الديرة (الدفة) وباتت تتقاذفنا الأمواج والرياح العاتية في بحرا لجي عميق التي إذا لم نتداركها ستخرق السفينة وتغرق كل من فيها ولابد لنا من ربان وقبطان متمكن حادق وفاهم ومتمرس وليس جاهل وامياً ومتخلف جعلت منه انانيته وساديته وعنصريته ومناطقيته وتبعيته للغير قرصان وقاطع طريق.

#المريسي