عن ماذا أكتب ؟! 

تستدعي الضرورة والواقع أن نكتب عن كل من حولنا عن واقع إجتماعي وسياسي في غاية الصعوبة لكن عن أي شيء نكتب ؟! أنكتب عن كارثة الواقع الآن أم نكتب عن كل هذا الدمار التي خلفته هذه الحرب القذرة أم عن حالة الناس أو الشعب التي هي في بؤس ومعاناة دائمين متى يتغير كل هذا الحمل الثقيل متى نرى الشعب مسرورا ومباركا في قوت يومه وفي حياته البسيطة التي كدر صفوها من هم اليوم على كرسي الحكم والسلطة في هذا الواقع البائس . 

لم تعد حياة الناس كما كانت عليه في السابق تبدل كل شيء وصارت حياة الشعب مرهونة ببضعة نفر هم وحدهم من يتحكمون بهذا المصير الإنساني كيفما يشاؤون وبأي طريقة يختاروها لهم وعلى مقاس هذه الثلة الحاكمة التي أستنزفت كل خيارات وبدائل الحياة السوية القائمة على العدل والمساواة وإحقاق الحق وإعطاء كل ذي حق حقه كما تفعل كل سلطات العالم بات هذا الشعب في قاع سلم أولويات الحياة المعيشية فقط من توفير قوت يومه وأساسيات الحياة من مأكل ومشرب وبات الكثير منهم يسألون مايسد قوت يومهم وهم منتشرون في كل بقاع هذه الجغرافيا الوطنية تحت يافطة وطن قد أنهك كثيرا وبات على خط الهاوية بالطريقة العجيبة والغير الواقعية التي نمشي عليها نحن في هذا البلد المثخن بالجراح والدمار والخراب . 

من يمسكون زمام الأمور اليوم هم من يصنعون كل هذا البؤس الحاصل هنا هم من يبدعون بهذا العذاب الذي يكتوي بنيرانه هذا الشعب الثائر في حرب خدماتية هي الأسوأ على مر تاريخ الحياة التي نعيشها فلم تكن عدن مثلا بهذه الصورة الباهتة حرب إقتصادية في غاية الشراسة كل الخدمات في إجازة دائمة وحدهم مسؤولي البلد من ينعمون بخدمات الحياة الزاهية كل وسائل الرفاهية يحصلون عليها وفي بحبوحة العيش الرغيد تاركين كل فئات الشعب في حرب الخدمات وإشغال الشعب بنفسه من خلال وسائل تدبير نفسه والبحث اليومي عن رغيف الخبز وشربة ماء نظيفة بعد أن أفلحوا في تحييد الشعب عن المناداة بحقوقه العادلة لتمكين هذه الفئة السياسية من الإستئثار بالحكم والتشبث بكرسي السلطة في علاقة مذمومة وغير سوية بين طرفي المعادلة الرئيسية الشعب والحاكم . 

لسنا متشائمين حتى نكتب عن كل هذا الواقع لكن الضرورة وحدها من تملي علينا وتفرض التطرق لكل الأشياء من حولنا بواقع اليوم الذي نعيشه وندون تفاصيل مجرياته بالطريقة التي نراها مناسبة ليس بحسب الأهواء ولكن بحقيقة المشهد الحالي مرورا بالأحداث التفصيلية المعاشة في سياق هذه الحياة وهذا الواقع الكئيب الذي فرض علينا وأصبحنا في مرمى كل هذا العبث والتدهور المشهود الذي لا مثيل له أبدا في تاريخ البلد على كل المستويات الحياتية التي كانت إلى حدا قريب في أحسن الأحوال وكان معها الشعب في طمأنينة وإستقرار ورخاء ونماء لايخفى على أحد وشمل كل فئات الشعب ولم يقتصر على ثلة من الناس كما هو حاصل اليوم الذي أصبحت معه حياة الناس في قاع سلم ترتيب الحياة بمحتوياتها ومكوناتها الطبيعة اللازمة للبقاء على قيد الحياة ومسيرة التقدم المطلوبة في ظل واقع الركود الحالي الذي أبقى دائما حياة هذا الشعب في أسفل ترتيب قائمة الشعوب العربية والعالمية وأصبحنا كأفقر دول العالم في ظل هذا الحكم السلطوي البليد والمتخلف الذي يحكم بإسم الوطنية وهم ليسوا أكثر من لصوص وعديمي الضمير والمسؤولية .