التغيرات المناخية. واضرارها على حياة الطبيعية
الباحث/ احمد موسى:
التغير المناخي هو مصطلح يُستخدم لوصف التغيرات الكبيرة والطويلة الأمد في أنماط المناخ العالمية أو الإقليمية. يشمل ذلك التغيرات في درجات الحرارة، هطول الأمطار، والرياح، وغيرها من الظواهر الجوية. يعود جزء كبير من التغير المناخي الحالي إلى الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات، مما يزيد من تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. هذه الغازات، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في كوكب الأرض وتسبب تأثيرات سلبية على البيئة، مثل ذوبان الجليد، ارتفاع مستوى سطح البحر، وتغير أنماط الطقس.
أسبابها..
- لأنشطة البشرية : تعتبر الأنشطة الصناعية، الزراعة، والنقل من أهم المصادر التي تؤدي إلى انبعاث غازات الدفيئة. حرق الوقود الأحفوري (مثل الفحم والنفط) يطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
- إزالة الغابات : تؤدي إزالة الغابات إلى تقليل قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تركيزه في الجو.
- الزراعة : إنتاج الميثان من الماشية والحقول الزراعية يساهم أيضًا في زيادة تركيز غازات الدفيئة.
أثارها..
- ارتفاع درجات الحرارة : يشهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تغيرات في الأنظمة البيئية.
- ذوبان الجليد : يساهم ارتفاع درجات الحرارة في ذوبان الجليد في القطبين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.
- تغير أنماط الطقس: يمكن أن يؤدي التغير المناخي إلى زيادة تكرار وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل العواصف والأعاصير والجفاف.
التأثيرات على الحياة..
- البيئة : يؤثر التغير المناخي على التنوع البيولوجي والموائل الطبيعية، مما قد يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع.
- الاقتصاد : يمكن أن تؤدي الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغير المناخي إلى خسائر اقتصادية كبيرة، سواء من حيث الأضرار المباشرة أو تكلفة التكيف مع الظروف الجديدة.
- الصحة العامة : يمكن أن يؤثر التغير المناخي على الصحة من خلال زيادة الأمراض المرتبطة بالحرارة، وتفشي الأمراض المعدية، ونقص الغذاء.
التكيف والحد من الأثر..
- الطاقة المتجددة : التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح يمكن أن يساعد في تقليل انبعاثات الكربون.
- التشجير : زراعة الأشجار وإعادة تشجير المناطق المتضررة يمكن أن تساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
- التكيف : يتطلب التغير المناخي استراتيجيات للتكيف مع الظروف الجديدة، مثل بناء بنية تحتية مقاومة للتغيرات المناخية.
التغير المناخي هو تحدٍ عالمي يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات، الشركات، والمجتمعات للتقليل من آثاره وتحسين القدرة على التكيف مع التغيرات المستقبلية.
ألاتفاقيات الدولية..
- **اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)**: تم اعتمادها في عام 1992، وهي تهدف إلى مكافحة التغير المناخي من خلال التعاون الدولي.
- **بروتوكول كيوتو**: تم تبنيه في عام 1997، يهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة من الدول المتقدمة.
- **اتفاق باريس**: تم اعتماده في عام 2015، ويهدف إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من 2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وتعزيز الجهود للحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية.
الأنشطة الفردية..
- **تقليل استهلاك الطاقة**: يمكن للأفراد المساهمة من خلال تقليل استهلاك الكهرباء والماء، واستخدام الأجهزة الموفرة للطاقة.
- **استخدام وسائل النقل المستدامة**: مثل المشي، ركوب الدراجات، استخدام وسائل النقل العامة، أو السيارات الكهربائية.
- **تقليل الفاقد من الطعام**: تقليل استهلاك اللحوم والمنتجات الحيوانية، وزيادة استخدام الأطعمة النباتية يمكن أن يساعد في تقليل الانبعاثات.
التكنولوجيا والابتكار..
- التكنولوجيا النظيفة : تطوير تقنيات جديدة مثل الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، والطاقة الهيدروجينية يمكن أن يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
- التقاط الكربون : تقنيات التقاط وتخزين الكربون يمكن أن تساعد في تقليل انبعاثات الكربون من الصناعات.
التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية..
- الهجرة المناخية : قد تؤدي الآثار السلبية للتغير المناخي، مثل الفيضانات والجفاف، إلى تهجير السكان من مناطقهم الأصلية.
- الأمن الغذائي : يمكن أن يؤثر التغير المناخي على الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلى نقص الغذاء وزيادة الأسعار.
- المساواة الاجتماعية : غالبًا ما تتأثر أكثر المجتمعات فقراً بالتغير المناخي، حيث تفتقر إلى الموارد اللازمة للتكيف مع التغيرات.
التعليم والتوعية..
- رفع الوعي : من المهم تعزيز الوعي بالتغير المناخي وأثره على الحياة اليومية.
- التعليم البيئي : إدراج موضوعات التغير المناخي في المناهج الدراسية يمكن أن يساعد في إعداد الأجيال القادمة لمواجهة هذا التحدي.
التعاون الدولي..
- يعتبر التغير المناخي مشكلة عالمية تتطلب تعاون جميع الدول. يجب على الدول المتقدمة دعم الدول النامية في جهودها للتكيف مع التغير المناخي والحد من انبعاثاتها.
في النهاية، التغير المناخي هو قضية معقدة تتطلب استجابة شاملة من جميع أفراد المجتمع، سواء كانوا أفرادًا أو حكومات أو شركات. من خلال العمل معًا، يمكننا تقليل التأثيرات السلبية للتغير المناخي وبناء مستقبل أكثر استدامة.
تنقسم أسباب تغير المناخ إلى أسباب طبيعية وبشرية..(١).
الأسباب الطبيعية:
• الثورات البركانية، حيث تعد مصدرًا للغازات الدفيئة بكميات هائلة، )كبركاني ايسلندا وتشيلي.
• العواصـــف الترابيـــة فـــي الأقاليم الجافـــة وشـــبه الجافـــة التـــي تعاني مـــن تدهـــور الغطاء النباتـــي وقلة
الزراعة والأمطار.
• ظاهـــرة البقـــع الشمســـية، وهي ظاهرة تحـــدث كل 11 عام تقريبًا نتيجة اضطراب المجال المغناطيســـي
للشمس، مما يزيد من الطاقة الحرارية لإشعاع الصادر عنها.
• الأشعة الكونيـــة الناجمـــة عـــن انفجار بعـــض النجوم حيث تضـــرب الغلاف الجوي العلـــوي لأرض وتؤدي لتكون الكربون المشع.
الأسباب البشرية:
• قطـــع الغابـــات: حيـــث يتســـبب قطـــع الغابـــات بانبعـــاث غـــاز الكربـــون، ألن الأشجار عند قطعهـــا تطلق
الكربـــون الـــذي كانـــت تخزنـــه، وكل عـــام يتـــم تدمير مـــا يقارب 12 مليـــون هكتار مـــن الغابـــات،..
الأشجار تمتـــص ثاني أكســـيد الكربـــون، فإن قطعها يحـــد أيضاً من قـــدرة الطبيعة على إبقـــاء الانبعاثات.
خـــارج الغـــاف الجـــوي، كمـــا تعـــد إزالـــة الغابـــات، إلـــى جانـــب الزراعـــة والتغيـــرات الأخرى في اســـتخدام الأراضي، سببٌ رئيسي لما يقارب ربع انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
• اســـتخدام وســـائل النقل: تعمل معظم الســـيارات والشـــاحنات والســـفن والطائرات بالوقود الأحفوري،
ممـــا يجعل النقل مســـاهمًا رئيســـيًا في انبعاثات غـــازات الاحتباس الحراري، وخاصةً انبعاثات ثاني أكســـيد
الكربـــون، وتمثـــل مركبـــات الطـــرق الجـــزء األكبر من احتـــراق المنتجات القائمـــة على البترول، مثـــل البنزين،
فـــي محـــركات الاحتراق الداخلـــي، لكـــن الانبعاثات من الســـفن والطائـــرات أيضً ا مســـتمرةٌ فـــي الازدياد،
والنقـــل مســـؤولٌ عمـــا يقـــارب ربـــع انبعاثـــات ثانـــي أكســـيد الكربـــون العالمية المرتبطـــة بالطاقة، وتشـــير
الاتجاهات إلى زيادةٍ كبيرة في استخدام الطاقة أغراض النقل خلال السنوات القادمة.
• تصنيـــع البضائـــع: ينتـــج عـــن الصناعـــات التحويليــ10 والصناعـــة بشـــكلٍ عـــام انبعاثات معظمهـــا يأتي من
حـــرق الوقـــود الأحفوري لإنتاج الطاقة لصنع أشـــياء مثل السمنت والحديـــد والصلـــب وإلكترونيات
والبلاستيك والملابس وغيرها من الســـلع والمنتجات، كما يطلق التعدين والعمليات الصناعية الأخرى
الغـــازات، كمـــا هو مهم بالنســـبة لصناعة البناء، وغالبًا ما تعمل اآلالت المســـتخدمة فـــي عملية التصنيع، علـــى الفحـــم أو الزيت أو الغاز، بعض المواد كالبلاستيك، مصنوعة من مـــواد كيميائية مصدرها الوقود
الأحفوري، فالصناعـــات التحويليـــة هـــي واحدة مـــن أكبر المســـاهمين فـــي انبعاثات غـــازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم.
• الغـــازات المنبعثـــة مـــن ميـــاه الصـــرف الصحـــي خاصة الميثان الـــذي يعتبر أكثـــر خطرًا بعشـــرة أضعاف من ثاني أكسيد الكربون11.
• الغـــازات المنبعثـــة مـــن الصناعـــات المختلفـــة، كتكريـــر النفـــط وإنتـــاج الطاقـــة الكهربائيـــة ومعامـــل إنتاج
السمنت ومصانـــع البطاريات؛ حيث يتســـبب توليد الكهربـــاء والحرارة عن طريق حـــرق الوقود الأحفوري
فـــي جـــزءٍ كبيـــر مـــن الانبعاثات العالميـــة، وال يـــزال توليـــد معظـــم كميـــات الكهربـــاء يتم عـــن طريق حرق
الفحـــم أو الزيـــت أو الغـــاز، وينتـــج عـــن ذلك ثاني أكســـيد الكربـــون وأكســـيد النيترون - وهي غـــازات دفيئة
قوية تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس.
الصناعــات التحويليــة: تعــرف الصناعــات التحويليــة بأنهــا " عبــارة عــن صناعــات ينطــوي
0الصناعــات التحويليــة: تعــرف الصناعــات التحويليــة بأنهــا " عبــارة عــن صناعــات ينطــوي نشــاطها علــى تحويــل المــواد الأولية إلــى منتجــات نهائيــة أو منتجــات وســيطة. كمــا يمكــن
تعريفهــا بأنهــا: الأنشطة التــي تعالــج المــواد الخــام المســتخرجة مــن الطبيعــة والمــواد الزراعيــة والنباتية والحيوانية وتحويلها إلى شكل آخر قابل للاستفادة منه...
السيناريوهات المحتملة..
أمام المعطيات السابقة فقد يواجه العالم ثالثة سيناريوهات محتملة فيما يتعلق بتغير المناخ
1. الســـيناريو الأول: تدخل مكثف للقطاع الخيري: يعد هذا الســـيناريو الأفضل من بين الســـيناريوهات الثالثـــة، وســــــيكون فـــي حـــال تحقيـــق الاستجابة اللازمة للحـــد مـــن مخاطـــر الكـــوارث المحتملـــة.
كالفيضانـــات وموجـــات الجفـــاف والأعاصير الشـــديدة، والتأهـــب لمواجهـــة مظاهـــر التغيـــر المناخي،
والمســـاهمة فـــي خفـــض انبعاثات ثاني أكســـيد الكربـــون وغاز الميثـــان والغازات الدفيئـــة إلى الصفر،
وذلـــك مـــن خلال الاعتماد على مصـــادر الطاقة النظيفة في تشـــغيل المشـــاريع والأعمال الخيرية،
وفـــي مكاتـــب ومبانـــي المؤسســـات الخيريـــة، بالإضافة إلـــى تمويـــل ودعـــم مشـــاريع التشـــجير
وتبنـــي الممارســـات الزراعيـــة الذكية وسياســـات التنمية المســـتدامة أثنـــاء تصميم وتمويل المشـــاريع
والأعمال الخيرية.
2. الســـيناريو الثانـــي: تدخـــل محـــدود للقطـــاع الخيـــري: وهو ثانـــي أفضـــل الســـيناريوهات المطروحة،
ومرجّـــح الحـــدوث بدرجـــة كبيـــرة، وســـيكون فـــي ظـــل عـــدم وجـــود تدخـــل مكثـــف للقطـــاع الخيـــري،
واســـتجابة غيـــر كافيـــة مـــن المجتمـــع الدولي لمكافحـــة التغيـــرات المناخيـــة وخفض انبعـــاث الغازات
الدفيئـــة وتشـــغيل مشـــاريع الطاقـــة المتجـــددة، ومـــن المحتمل جـــدًا في ظلـــه أن ترتفع درجـــة حرارة
الأرض، وتـــزداد موجـــات الجفـــاف، وتتصاعـــد حـــدة الفيضانـــات والأعاصير، وتتفاقم الهجـــرة المناخية
بحثًا عن فرص أفضل للعيش. وهـــذا الســـيناريو مرجـــح الحـــدوث فـــي الـــدول المتقدمـــة التي لديهـــا قدرة عاليـــة وتقنيـــات متطورة .
وقطـــاع غيـــر ربحي قوي بخالف الـــدول النامية التي تفتقر إلى القدرة والتقنية المطلوبة ومســـاعدة
الجهـــات الخيريـــة التـــي ســـتركز جهودهـــا بشـــكلٍ أكبر علـــى البرامـــج الإغاثية وســـبل العيـــش والصحة
والتعليم بالإضافة إلى الظروف السياسية القاسية في هذه الدول.
3. الســـيناريو الثالـــث: عـــدم حـــدوث أي اســـتجابة: وهـــو أســـوأ الســـيناريوهات الثالثة وأشـــدها خطرًا،
ويمثل تهديدًا مباشـــرًا للبشـــرية والكائنات الحية، وســـيكون في حال عدم تدخل المؤسســـات الخيرية
للمســـاهمة فـــي مكافحـــة التغيـــر المناخـــي، بالإضافة إلى تجاهـــل المجتمـــع الدولي لمظاهـــر التغير
المناخـــي، ووفقً ـــا لتوقعـــات الهجـــرة الداخليـــة التـــي طرحها البنـــك الدولـــي، فقد يهاجـــر 143 مليون
شـــخص بحلـــول عـــام 2050 في حـــال حدوث هذا الســـيناريو المرعـــب، وفي ظله ســـتتفاقم الظواهر
المناخيـــة بحدة كبيرة، كموجات الحر الشـــديدة، والأعاصير القوية، وزيادة الرطوبة في الجو، وهطول
الأمطار الغزيرة مما يســـبب فيضانات وارتفاع مســـتوى ســـطح البحـــار وصواًلً إلى ذوبـــان الجليد في القطب الشمالي.
المصادر .
(1. حوراء أحمد السيد، التغير المناخي أسبابه ونتائجه، المجلة الأكاديمية لأبحاث والنشر العلمي، الإصدار الخامس، سبتمبر ،2019.)..
(2. .. الأمم المتحدة: العمل المناخي، ما هو تغير المناخ، شوهد في 2022/12/26 على الرابط:
https://www.un.org/ar/climatechange/science/causes-effects-climate-change.