للودر.. هل من مُغيث؟
يبدو لي أن قرع ناقوس (الخطر ) في لودر لم يعد مجدٍ بعد أن أصبح عدد المصابين بوباء الكوليرا والإسهالات المائية كبيراً وتجاوز كل التوقعات لأكثر المتشائمين..
ويبدو لي أن المعنيين في الوزارة ومن ينظوون تحتها لم يعد الأمر مهماً بالنسبة لهم إن لم يكن يعنيهم أساسا بعد أن تجاوزت النداءات والمناشدات قانون الإستغاثة والإستجداء، وتعاملهم مع الأمر على أنه مجرد (زوبعة) في فنجان..
للمرء أن يتخيل ويتصور ويفكر ثم يقرر إن كان لديه (لب) يفقه ويعي الخطر الداهم الذي (لفته) أدراج مكاتب المسئولين في محافظتنا المنكوبة، تخيلوا مائة حالة بالتمام والكمال ترتاد مستشفى لودر (يومياً) جميعها تفاوتت إصاباتها بالأسهالات المائية بين إشتباه ومؤكدة وأخرى بين هذا وذاك..
ومع تزايد هذه الحالات والزحام الشديد الذي يشهده المستشفى وعدم قدرته على (إستيعات) الكل يقف من كنا نظن فيهم خيراً دونما حراك وكأن (الطير) على رؤوسهم أو كأن الأمر لايعنيهم أو يهمهم، بمعنى آخر كأن أرواح الناس لاتعني لهم شيء.
حالات متزايدة، وزحام شديد يشهده المستشفى ،وصمت مريب يلف بالجهات ذات العلاقة والإختصاص وكل كلامهم مجرد (وعود) لم تتجاوز أدراج مكاتبهم، ولم يتحرك بداخلهم الماء (الآسن) أو تنتفض فيهم الآدمية لشريحة تقتات الكوليرا منهم ليل نهار..
لم تعد قدرة المستشفى الاستيعابية تحتمل المزيد بعد أكتظت الطوارئ والممرات والأقسام وحتى تحت الأشجار،وبات جلياً وضرورياً أن يتم فتح مركز عزل مجهّز بكل الإمكانيات لإستقبال الحالات الوافدة، أو تحويل مدرسة لمركز العزل مجهزة بكل ما يلزم ليخف الضغط على المستشفى ويقدم خدماته المعتادة للمرضى في كافة الأقسام الأخرى..
إلى من به صمم أو القى السمع وهو شهيد قبل أن يقع الفأس في الرأس ويتحول الداء إلى وباء ينتشر بين العباد كإنتشار النار في الهشيم وتخرج الأمور عن السيطرة وحينها لن يفيد التباكي على الأطلال، أغيثوا لودر..