رسالتي إلى الحكومة ... هناك مشاكل تعليمية عصيّة قادمة لا محالة

لا يختلف اثنان على أن التعليم في بلادنا وصل إلى أسوأ حالاته، في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي نمر بها دون معالجات حكومية جادة وجذرية طيلة تلك الفترة.

أكبر مشكلة تعليمية تقع على عاتق المعلم، راتبه الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، مما جعل كثير من المشاكل تبرز تباعا وتؤثر سلبا على العملية التعليمية برمتها.

من المشاكل التي برزت جراء معاناة المعلم، عزوف الطلاب   عن التخصصات التربوية، مما جعل الجامعات تطلق نداء استغاثة، جراء تجميد  كثير من التخصصات التربوية بعد أن كانت بعضها في ازدحام كبير.
كلما سألت طالبا، أكمل تعليمه الثانوي، عن وجهته الجامعية، رد عن رغبته في دراسة أي تخصص باستثناء التربوية معللا وموضحا ومدللا بالواقع، حالة المعلم والخذلان الحكومي والمجتمعي له.

مشكلة أخرى برزت على السطح، شراء المعلمين خدمة الخمس سنوات المتبقية في السلك التدريسي، والبالغ عددها 35 سنة، نتيجة الوضع الأكثر من سيئ الذي وصل له المعلم، والخذلان والتسويف فقط من الحكومة، مما ينذر بكارثة نقص في الطاقم التدريسي في السنوات القادمة في ظل العزوف عن التخصصات التربوية ولا سيما العلمية كالكيمياء والفيزياء والأحياء.

 هناك مشاكل تعليمية عصيّة جمّة قادمة لا محالة، ولكني تحدثت عن حالتين منها، أراها تتفاقم سريعا، ونحذر من عواقبها في ظل صمت وعجز حكومي غير مبرر.

في الأخير عندما ترى أي حكومة تصب اهتمامها في مجالات أخرى فرعية،  وتترك التعليم جانبا، يتصارع المعلم مع لقمة عيشه، وينجح الطالب الفاشل بقرارات يفرضها الواقع، فاعلم أن لا خير فيها.
ودمتم في رعاية الله